ويحكي "حبال المودة" قصّة فتاةٍ مغربيّة، تساعد والدتها المريضة بشكلٍ يومي، لكنّها تتطلّع في آن واحد للخروج من هذه الوضعية الاجتماعية وعيش مغامرةٍ رومانسية جديدة.
وتقول وجدان خاليد لـ le360 بمناسبة اختيار فيلمها "حبال المودة" ضمن المهرجان الوطني للفيلم بطنجة، بأنّ اختيارها للسينما لم يأتي اعتباطياً، بل كان بمثابة ضرورة مُلحّة فرضتها هواجس الجسد، فمنذ دراستها بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما بالرباط، شعرت بأنّ الصورة السينمائية تُعدّ أكبر وسيلةٍ بالنسبة لها من أجل التعبير عن مشاعرها وقلقها تجاه الواقع الفيزيقي الذي تنتمي إليه.
فلا غرابة أنْ يُطالعنا فيلمها الأوّل، باعتباره سلسلة من الصُوَر المُستلّة من الواقع المغربيّ، تُعيد ببراعةٍ تركيبها وإعادة تغذيتها بصرياً بالرموز والدلالات.
وتُضيف خاليد بأنّ قُدرتها على الإقامة في تخوم التأليف والإخراج معاً، يرجع بدرجةٍ أولى أنّها لا تستطيع إخراج فيلمٍ لم تكتبه، لأنّ عامل الكتابة يبقى سمة أساسية في طريقة اشتغالها، فلحظات الكتابة تُساعدها على توضيح الرؤية الإخراجية ورسم الشخصيات ورصد مسارات تقاطعها وتلاقيها في بنية المُتخيّل.
ما يُفسّر بدرجةٍ أولى فتنة التعدّد الذي تعيشه المخرجة الشابّة في ذاتها بين الكتابة والإخراج، وما يفرضانه من عيشٍ مُزدوجٍ وثقافة فنّية معاصرة قادرة على تمكين المخرجة جملة من أدوات الصورة وميكانيزمات التخييل.
وحسب المخرجة فإنّ مرحلة الكتابة كانت بمثابة عامل أساس في صناعة الكاستينغ واختيار الممثلون. وفي هذا الامر بالضبط تأتي فتنة الكتابة ومباهجها، لأنّها تمنح للمُخرجة خصوصية جماليّة وإمكاناتٍ فنّية هائلةٍ تتجلّى في تمتين علاقتها بفعل الكتابة وضبط المسار الدرامي الذي تمُرّ منه الشخصيات.
وهنا يأتي سحر الكتابة بالنسبة لها، لأنّها ترسم منذ اللحظة الأولى الخطّ الفاصل بين الواقع والمُتخيّل، كما تنحت ضمنياً الصورة التي ينبغي أنْ يكون عليها البطل / البطلة في متخيّل المُشاهد.
تصوير وتوضيب: خديجة صبار