بمناسبة إطلاق فيلمه السينمائي الجديد "جرادة مالحة" في الأيام القليلة المقبلة بالصالات السينمائية المغربيّة، التقى le360 بالممثل والمخرج إدريس الروخ في أسئلة حول مساره الفني الغني بين التمثيل والتلفزيون والسينما، إذْ يعتبر أنّ هذه العملية، تبدو عادية بالنّظر إلى المجال الذي يشتغل فيه، سيما أنّه مجال مرتبط بطفولته ودراسته.
وبالتالي، يفرض عليه تعدّداً في التكوين والانفتاح على باقي الفنون كنوعٍ من ملامسة الجوهر الإنساني. فالمسرح بالنسبة له يُشكّل فضاءاً هامّاً في عملية توطيد الأداء في بداياته الأولى. أمّا السينما فهي فنّ استشكال المفاهيم والتعبير بسلاسة عن الواقع، بحكم السحر الذي تُمارسه الصورة السينمائية والذيوع الذي تخلق بالنسبة للمنتوج الفنّي مقارنة مع فنونٍ أخرى.
وعن سؤال ما إذا كان قد انتظر نجاح مسلسله الأخير "بنات العساس" بتلك الطريقة الهستيرية من لدن الاجتماع المغربيّ، فيعتبر المخرج بأنّ نجاح المسلسل قد تحكّمت فيه العديد من العوامل الفنّية، تتّصل بجودة السيناريو وجماليّات التمثيل. فيحن يُكتب النصّ بشكلٍ جيّد، فإنّه غالباً ما ينحت طريقه صوب فضاءات مُتخيّلة يستطيع من خلالها استقطاب أكبر عددٍ مُمكنٍ من المُشاهدين.
على هذا الأساس، يرى إدريس الروخ أنّه لا وجود لعملية تلاقٍ وتقاطعٍ بين "بنات العساس" و"جرادة مالحة" نظراً للاختلاف الشديد الذي يطبعهما ويجعلهما مختلفان من حيث الظاهر والباطن، سواء من ناحية الموضوع أو المعالجة أو من لدن طرق وآليات الاشتغال النصّ وتطويعه بصرياً، لأنّ في السينما تغدو الصورة بمثابة براديغم فكريّ يتحكّم في سوسيولوجية العمل السينمائي.
أمّا من جانب الكاستينغ، فيرى المخرج أنّه بذلاً مجهوداً كبيراً في عملية اختيار الممثلين، فكان الاختيار على الممثلة فاطمة الزهراء بناصر وعبد الرحيم المنياري أحد أبرز الممثلين في عمل "جرادة مالحة" إلى جانب شخصيات أخرى نحتت العمل بقصصها وحكاياتها. لذلك فإنّ اختيار بعض الممثلين كان لحظة الكتابة، لما تُمكّنه هذه العملية من اختيار دقيق على الشخصية، فيُصبح السيناريو تجريباً على جسد الممثل.
تصوير وتوضيب: خديجة صبار