عادت الخيام لتنصب مجددا برِباط تِيطْ، ودبت الحياة مرة أخرى في شرايين مركز مولاي عبد الله بالجديدة، بعد أن عاش هذا الأخير جمودا طيلة عامين إثر الغياب القسري لموسم الولي الصالح مولاي عبد الله أمغار بسبب جائحة كورونا.
هنا بموسم مولاي عبد الله لا صوت يعلو فوق صوت صهيل الخيول والأحصنة، حيث تمتزج رائحة بارود الخيالة بنسمات أمواج بحر سيدي بوزيد، أجواء لا يمكن عيشها إلا في قلب هذه التظاهرة الدينية والثقافية التي تعد الأكبر على الصعيد الوطني.
تصوير ومونتاج: عبد الرحيم طاهيري
وفي تصريح لـ Le360، أكد الفاطمي مولاي المهدي، رئيس الجماعة الترابية مولاي عبد الله ورئيس اللجنة المنظمة للموسم، أن الإنطلاقة أعطيت فعليا لموسم مولاي عبد الله أمغار وسط أجواء وظروف تنظيمية جيدة، حيث سيعود الموسم هذه السنة في حلة جديدة وبزخم أكبر.
وأفاد المسؤول ذاته أنه خلال هذه السنة، جرى تخصيص فضاء يمتد على مساحة تفوق 13 ألف متر مربع نصبت عليه حوالي 23 ألف خيمة، هذه الأخيرة ستتقبل ضيوفها وسط تنظيم لوجيستيكي محكم، حيث تم تجهيز الفضاء بشبكة إنارة من النوع الجيد، فضلا عن توفر خدمات الماء الشروب في نقاط عديدة ومتفرقة بالمركز.
وبلغة الأرقام، أوضح الفاطمي مولاي المهدي أنه من المرتقب أن يستقبل موسم مولاي عبد الله أمغار هذه السنة أزيد من مليوني زائر، فضلا عن مشاركة ما يفوق 2000 فارس من 130 سربة في أكبر تجمع للفروسية في المملكة المغربية.
كما يوفر موسم مولاي عبد الله أمغار رواجا تجاريا واقتصاديا كبيرا تستفيد منه المنطقة وساكنتها، حيث يروج ما يزيد عن 48 مليار سنتيم كمعاملات مالية وتجارية على امتداد أيام إقامة التظاهرات الفنية والثقافية، إذ يتربع إقليم الجديدة على عرش "سياحة المواسم".
من جهة أخرى، عبر عدد من الزوار عن سعادتهم الكبيرة لعودة فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار، حيث يشكل هذا الحدث مناسبة لإحياء الموروث الثقافي العريق لمنطقة دكالة، كما يعد فرصة لإشعاع المدينة سياحيا، في ظل الركود الذي عاشته خلال جائحة كورونا.
هذا، وستستمر فعاليات موسم مولاي عبد الله أمغار من 5 إلى 12 غشت 2022، حيث سيكون زوار هذا الحدث على موعد مع برنامج غني ومتنوع بين الرياضة والثقافة والسهرات الفنية التي سيحييها ألمع نجوم الأغنية الشعبية، يتقدمهم عبد العزيز الستاتي وولد الحوات.