وبالإضافة إلى درس التمثيل أمام الكاميرا، حظي طلاب هذه المدرسة بدرس في التواضع من طرف "أستاذهم" سعيد تغماوي.
وبقميصه الأزرق الفاتح، وسرواله الأسود ، وحذائه الجلدي ، كان سعيد تغماوي، في حالة من الاسترخاء التام والصفاء والصرامة في آن واحد، حيث طلب من المنظمين بنبرة حادة، قائلا: "الآن نغلق الباب من فضلكم ولا نزعج أحدًا".
وكشف سعيد أن الاحتراف واحترام الذات والآخرين، كانت من القيم التي تحلى بها طوال ثلاثين عامًا من مساره الفني.
وتابع تغماوي قائلا لهؤلاء الممثلين الشباب المتدربين الذين يحلمون بأن يكونوا مثله: " عليكم أن تحترموا أنفسكم طوال الوقت، وأن تكونوا متواضعين طوال الوقت، وأن تثقفوا أنفسكم طوال الوقت ".
لتحقيق هذا الحلم، استمع الشباب باهتمام لما ميز المسار الفنيل هذا الممثل العالمي، الذي شارك في العديد من الأفلام، إلى جانب كيانو ريفز و روبرت دي نيرو.
وأوضح سعيد التغماوي لهؤلاء الشباب، أنه كان عليه تقديم سلسلة من التنازلات ، التي كان لها تأثير على حياته الشخصية.
وتابع: "أنا من عائلة فقيرة، من قرية أمازيغية في أعماق المغرب. "هاجرنا" إلى فرنسا حيث ولدت. لم أفكر مطلقًا أنني سأصل يومًا ما إلى ما أنا عليه اليوم ، لكنني آمنت بذلك وعملت بجد. عندما كنت صغيرا في السن، كنت أذهب لمواقع تصوير الأفلام، حيث بدأت بإعداد السندويشات والقهوة هناك ".
وأضاف: "هذه المهنة هي كل حياتي، ولهذا السبب ليس لدي زوجة أو أطفال، هذا لا يعني أنه يجب عليكم أن تتبعوا نفس مساري، لأنه في النهاية كل شخص ومصيره".
ووجه سعيد تغماوي نصيحة لهؤلاء الطلاب، بضرورة إحاطة أنفسهم بأشخاص أكثر خبرة منهم، حتى يتمكنوا من التطوير من أنفسهم.
سعيد التغماوي ، الذي يرعى دار أيتام في الصويرة ، مسقط رأسه ، انتهى قبل ثلاثة أسابيع من تصوير فيلم Tin Soldier لبراد فورمان ، حيث يشارك فيه إلى جانب روبرت دي نيرو وسكوت إيستوود، ويتحدث الفيلم عن متلازمة ما بعد الصدمة للجنود الذين واجهوا هذا الرعب المجهول خلال حرب.
(تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط)