يكشف صاحب فيلم "السمفونية المغربيّة" لـle360 بأنّ التعدد الفنّي الذي يعيشه في ذاته، بين الموسيقى والسينما، يعود بالأساس، إلى تنشئته الاجتماعية بمدينة وجدة، لما كانت تشهده هذه المدينة في سبعينيات القرن المنصرم من ألقٍ فنيّ وجدلٍ ثقافي، كانا قادرين على بلورة أفق فكري مُغاير، استفاد منه كمال كمال في طفولته وشبابه. ويرى أنّ وجود بعض المعاهد الموسيقيّة الصغيرة كانت سبباً في احترافه للغناء وتأسيس فرقة للموسيقى المعاصرة. بحيث إنّ هذا التعدد الثقافي الذي كانت تعرفه المدينة، جعل المخرج يتشبّث بموروثها ويُحوّله إلى طاقة فنّية لا تُنضب، هي ما سيمنحه الركيزة الأساس لتطوير ذاته واجتراحٍ مشروع فنّي يتأرجح بين الموسيقى والسينما، وإنْ كانت الأولى مجرّد حجر أساس لمفهوم الصورة السينمائية لديه.
وعن سؤال غياب كمال كمال عن الساحة الفنّية والوقت الكبير الذي تأخذه أعماله السينمائية من حيث الكتابة والتصوير والمونتاج وما إذا كان ذلك قد أثّر على ذيوع تجربته، فيقول بأنّه كان واعياً منذ بداية مساره الفنّي بأنّ دخوله إلى المجال السينمائي، لم يكُن بدافع الشهرة، بقدر ما كانت تُحرّكه هواجسٌ ذاتية تقودها الرغبة في تحقيق الذات إبداعياً. على هذا الأساس، أخذت أفلام وقتاً طويلاً من ناحية التصوير، حيث وصل فيلمه "السمفونية المغربيّة" إلى 16 أسبوع و12 أسبوعاً بالنسبة لـ "الصوت الخفي".
وعن فيلمه "نوبة العشاق" الذي يُشارك فيه كوكبة من النجوم المغاربة، يكشف كمال كمال لـ le360 سر اختياره للاشتغال عن هذا الفيلم، باعتبار أنّ تجربته الإبداعية ذات علاقة بسينما معاصرة، تُكسّر من حدّة الأساليب البصريّة وتُعلي من قيمة الشكل الفيلمي. مقارنة مع "نوبة العشاق" الذي بدا من خلال حديث كمال كمال، أنّه يأخذ بُعداً تراثياً عن طريق النصّ واللباس والإكسيسوار والفضاءات التاريخيّة التي صُوّر بها الفيلم.