الحفل الذي أقيم في الطابق العلوي لقبة الثريا الفلكية بالمؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، شهد حضور عدد من أفراد الجالية المغربية المقيمة في قطر، للاحتفاء بثقافقتهم العريقة والتعريف بها لدى الحضور الجماهيري الذي تفاعل مع فقرات البرنامج المتنوعة.
وفي كلمة له بالمناسبة، أشاد محمد ستري سفير المملكة المغربية لدى دولة قطر، بما تقدمه المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" حاضنة الثقافات، والتي أضحت حسب السفير المغربي "منارة ليس على الصعيد المحلي فحسب، وإنما على الصعيد العربي والعالمي، وهو ما يدعو للفخر والاعتزاز"، مؤكدا أن المغرب حريص على تقديم صورته الحضارية التي تميزه، ولافتا في الوقت ذاته إلى أن هذه الأمسية خير تعبير عن ذلك، إذ قدمت برنامجا ثريا من تراث المغرب العريق، ومعتبرا أن الحضور من كلا الجنسين بلباسه التراثي المتنوع من كل مناطق المغرب، هو تعبير صادق عن هذا الثراء والتنوع.
بدوره، شدَّد خالد بن ذياب المهندي مدير مكتبة الرواية العربية في كتارا، على حرص الحي الثقافي على مشاركة المقيمين من مختلف الجاليات في دولة قطر بالفعاليات الرمضانية التي تقيمها، لكون "كتارا" تشكل ملتقى للثقافات، موضحا أن البداية كانت مع الجالية المصرية، ثم تلتها الجالية السودانية والفلسطينية، ليكون ختام هذه الليالي مع الجالية المغربية التي قدمت ثقافة بلدها وتراثه.
من جهته، أوضح الإعلامي سعيد دهري، مدير بيت المغرب الثقافي ومنسق الأمسية، أن المشاركة المغربية في ليالي رمضان في الثقافة والأدب التي تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا"، هي وجه من أوجه التعاون الثقافي بين كتارا والمكونات الثقافية والجاليات العربية التي تحتضنها قطر، "وهي فرصة سانحة ليتعرف جمهور هذه الفعالية على الثقافة المغربية في تنوعها وثرائها"، مضيفا أن الجالية المغربية بصمت على مشاركة متميزة، "استحضرت فيها معاني الزمان المعطَّر بنفحات شهر رمضان الأبرك، وخصوصية المكان الحاضن لمختلف الثقافات، فقدمت صورا من ثقافة المغرب الغني بأشكاله التعبيرية، وملامحه التراثية، والتي مثلتها وصلات من فن المديح والسماع على الطريقة المغربية، ونماذج من الصناعة التقليدية الأصيلة والمتأصلة بأنماطها وزخارفها وفسيفسائها".
وأشار دهري أن من صور الثقافة المغربية تجسدت أيضا في تنوع أطباق الطعام والحلويات التي قدمت على هامش الحفل، "فكانت أصدق معبِّرٍ عن ثقافة المطبخ المغربي، باعتباره تجليا من تجليات المغرب الثقافي".
وتميز الحفل أيضا بإلقاء الكاتب الصحفي المغربي المقيم بقطر أحمد حموش، إضاءة عن مؤلفه "الحب في زمن البطاطا"، الذي يضم عدة قصص ومقالات تتناول وقائع وأحداث اجتماعية وسياسية مغربية وعربية ودولية في قالب ساخر، مشددا على أهمية صناعة الذكريات بالنسبة لسعادة الإنسان، وموضحا أن العلاقات الإنسانية هي الأبقى والأقدر على الوقوف في وجه تغول نمط الحياة السريع، لافتا في الآن ذاته، أنه من خلال مؤلفه يحاول إيصال رسالة مفادها أن المحبة المتبادلة هي ما يحتاجه الأفراد والمجتمعات لإنجاح المشترك الإنساني.
وأبرز حموش في كلمته أن الظروف الصعبة الناتجة عن انتشار وباء كورونا، كانت المحفز الرئيس لتأليف الكتاب، مبينا أن مخزون كل إنسان من الخبرات والتجارب لا ينفعه فقط هو بشكل شخصي، بل يتعداه إلى الآخر، معتبرا أن نقل التجارب والخبرات ضرورةٌ لخلق تفاعل إيجابي بين الناس، فضلا على أن استخلاص التجارب من الماضي يساعد كل شخص على تحديد هويته، والبناء عليها للتقدم بثبات في طريق المستقبل.
وتخلل الحفل فقرات من الطرب المغربي الأصيل والموشحات، والقراءات الأدبية، كما قدم عدد من الصناع والحرفيين التقليديين ما تجود به أناملهم، سواء من خلال اللباس التقليدي المغربي مثل الجلباب والقفطان والتكشيطة والجابادور، أو النقش على الجبس، والمائدة المغربية المتنوعة.