الزيارة التي أتت على هامش فعاليات ملتقى تيزنيت لثقافة الحوار والتعايش المشترك الذي تنظمه مؤسسة "مبادرات وتواصل"، شملت عددا من الأماكن، أو ما يسمى بـ"ملاحات" اليهود داخل المدينة العتيقة لتيزنيت، وكذا المقبرة اليهودية ومآثر أخرى تؤكد بالملموس عراقة العلاقة بين المغاربة واليهود بمناطق جهة سوس ماسة، خاصة تيزنيت ونواحيها.
وقال أحمد بومزكو، الأستاذ الباحث في التاريخ، إن الجولة التي نظمت على شرف الوفد اليهودي المشارك في الملتقى بالمدينة، الهدف منها إبراز مظاهر التعايش بين المسلمين واليهود والعلاقة التي كانت تجمع بينهما.
وأضاف المتحدث في تصريح لـLe360، أن المدينة تضم ملاَّحين، الملاح الإفراني والملاح الوزاني، يلعبان أدوار مهمة بحكم مجاورتهما لمركز القرار السياسي، الملاح القديم بجانب منزل المسمى "القايد همو"، والثاني تواجده بالقرب من الإدارات المخزنية بساحة المشور.
وأورد بومزكو أن عاصمة الفضة تزخر أيضا بما يسمى بالبيعة بقصبة "تافوكت" المعلم التاريخي الذي ينشد الاهتمام لترميمه وصيانته، والمدرسة العبرية كذلك والتي كان دورها فعالا منذ 1934 تحتاج اليوم لالتفاتة من الجماعة الترابية لتيزنيت لتصبح مزارا للسياح، علاوة على دكاكين ومنازل الموثقة لعائلات كبرى كانت تقطن بتيزنيت على غرار عائلة "إفركان" وعائلة "كوهين" وغيرها، التي كانت تنشط في القطاع التجاري وباقي الحرف.
من جانبها، أعربت حانا لابريني، ممثلة اليهود المغاربة بجهة سوس ماسة في تصريح لـLe360، عن سعادتها بالمشاركة والحضور في الملتقى وزيارة مجموعة من الأماكن التي ترمز للتواجد اليهودي بتيزنيت، مشددة على أهمية مثل هذه اللقاءات في ترسيخ روح التسامح والتعايش والانفتاح على الآخر، مؤكدة أن الروابط التي تجمع بين المغاربة واليهود روابط متينة لا يمكن أن تهتز أو تتغير بل تشهد تماسكا وتوطيدا مستمرا.
جدير بالذكر أن النسخة الأولى من ملتقى تيزنيت لثقافة الحوار والتعايش المشترك المنظم تحت شعار "الثقافة المغربية وإشاعة قيم التعددية والتعايش والانفتاح على الآخر"، نظمت بتنسيق مع عمالة إقليم تيزنيت وبتعاون مع جهة سوس ماسة وغرفة الصناعة التقليدية لجهة سوس ماسة والمجلسين الإقليمي والجماعي لتيزنيت.
