بالفيديو: هدم جدران مسجد السنة أحد أبرز المعالم التاريخية بالدار البيضاء يثير الجدل

DR

في 18/11/2021 على الساعة 10:20

انطلقت أشغال ترميم مسجد السنة بمدينة الدار البيضاء، بعد ظهور مشاكل على مستوى سقف المسجد، تحديدا بالجهة المخصصة للنساء التي أصبحت آيلة للسقوط، ما دفع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية إلى إغلاق المسجد وإعطاء الانطلاقة لترميمه.

وأفاد مصدر مسؤول بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بأنه بالفعل تم إغلاق مسجد السنة بالدار البيضاء، في 22 شتنبر 2021، من أجل القيام بأشغال الإصلاح والترميم. 

وأوضح المصدر ذاته، في تصريح لـLe360، أن الأمر لا يتعلق بعملية هدم المسجد وإعادة بنائه، لكن سيتم ترميمه فقط لأن سقف القاعة المخصصة للنساء لم يعد صالحا وبات يشكل خطرا.

ووفق ما عايناه بعين المكان، فقد تم هدم سقف المسجد وجدرانه الداخلية من أجل إعادة ترميمها، وذلك بعدما أصبحت القاعة المخصصة للنساء آيلة للسقوط، حيث ظهرت تشققات على مستوى السقف الذي تشبع بالمياه، وسيكون المسجد جاهزا بعد أشهر، وعلى الأرجح قُبيْل حلول شهر رمضان الكريم، حسب مصادرنا.

هذه الأشغال أثارت غضب المهتمين بالشأن التاريخي والتراث المعماري بعد انتشار صور من داخل المسجد توثق هدم بعض جدران هذه المعلمة التاريخية.

تصوير وتوضيب: سعيد بوشريط

وفي نفس السياق، عبر المهندس المعماري الحبيب المومني، الكاتب العام لجمعية ذاكرة البيضاء (كازاميموار)، في تصريح لـLe360، عن امتغاضه من إقدام وزارة الأوقاف على هدم جدران هذا المسجد، الذي يدخل في قائمة المباني التاريخية بمدينة الدار البيضاء والتي يجب المحافظة عليها كتراث.

وأضاف: "لا أعلم كيف شرعت وزارة الأوقاف في هدم جدران المسجد، هناك سبل عديدة لترميم التراث دون هدمه لأننا لو اتبعنا هذا المنطق سنضطر لهدم جميع البنايات التاريخية بالدار البيضاء".

وأوضح المهندس المعماري بأن "مسجد السنة هو المسجد الوحيد تقريبا الذي مازال يحافظ على أحد أشهر التصاميم الهندسية المعروفة Brutalisme، وشيد سنة 1968 على يد المهندس إيميل ديهون مهندس الملك الراحل محمد الخامس"، مشددا على أنها معلمة متميزة لأنها شيدت بتصميم عالمي ومميز "لا يوجد أي مسجد بنفس التصميم بالدار البيضاء".

وقال المهندس المعماري: في السبعينيات عندما شرع المهندس ريو في توسيع بناية مسجد السنة لم يهدم الجدران القديمة بل احتفظ بالمسجد كما هو وقام بتشييد جزء آخر بنفس تصميم البناية القديمة فكيف يعقل اليوم في 2021 وأمام كل هذه الإمكانيات والتقنيات المتواجدة أن نقول أن السبيل الوحيد لإعادة ترميم جزء من التراث هو هدمه وإعادة بنائه.

وأوضح المصدر ذاته أن الجمعية ستراسل الوكالة الحضرية، ومجلس مدينة الدارالبيضاء، ووزارة الأوقاف وكل الجهات المسؤولة عن عدم الانتباه لهذه المعلمة التاريخية.

من جانبها أصدرت جمعية "كازاميموار" بلاغا تحت عنوان "متى سنتمكن من فهم قيمة تراثنا؟" نددت فيه بهدم جزء من مسجد السنة الذي يعتبر واحدا من المساجد الرمزية للمدينة.

وقالت الجمعية في بلاغها إنها " تندد وبشدة بأشغال الهدم الجارية بمسجد السنة، الذي يعتبر شهادة بارزة للتيار الهندسي الخرساني بالمغرب، ومعلمة عمرانية حضرية لساكنة الدار البيضاء نظرا لخصائصها الهندسية الجوهرية، ورمزا للمعاصرة والتنوع الثقافي والتسامح، هذه القيم التي جعلها المغفور له الملك محمد الخامس طيب الله ثراه مؤسسة للمغرب المعاصر".

وأوضحت "كازاميموار" أن مسجد السنة بمثابة حجر الأساس في البيان الاستدلالي من أجل تسجيل الدار البيضاء في اللائحة الإرشادية لمنظمة اليونسكو، الملف الذي قدمه المغرب تحت شعار «الدار البيضاء مدينة القرن العشرين، ملتقى التأثيرات» يقدم المدينة مختبر استثنائي تجريبي لهندسة وعمران القرن العشرين»، كما يسلط الضوء على الدور الريادي الذي لعبته مدينة الدار البيضاء في دعم المشاريع الفكرية الهندسية الجديدة والتعريف بها.

وقالت الجمعية "إننا نتساءل اليوم وبحسرة حول الغاية من العمل الجبار الذي تقوم به الجمعية رفقة الجهات المعنية من أجل تثمين والمحافظة على التراث، إذا كانت معلمة تراثية استثنائية بمثابة مسجد السنة تتعرض لعملية الهدم دونما سابق إنذار؟ إننا نندد بهذا الاعتداء المرفوض على التراث البيضاوي"، مطالبة السلطات المعنية بتحمل مسؤوليتها أمام تدهور هذا الجزء من تاريخ الدار البيضاء واتخاد إجراءات عاجلة من أجل وقف عملية الهدم والمبادرة بفتح تحقيق من أجل تحديد المسؤوليات.

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 18/11/2021 على الساعة 10:20