وتحل الكيبك ضيفة شرف هذه التظاهرة الثقافية التي تنظمها كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك التابعة لجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
وأكد رشيد الحضري، نائب عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك المكلف بالبحث العلمي والتعاون، والمنسق العام للمهرجان، أن بلوغ هذا الأخير الدورة الـ27 هو ثمرة جهود حثيثة للإدارة والطلبة واللجنة المنظمة، استغرقت حوالي سنة ونصف لتكريس مفهوم جديد في التنظيم يختلف عن النمط الكلاسيكي الذي كان يعتمد على استدعاء دول من مختلف القارات.
وأضاف خلال لقاء صحفي مساء أمس خصص لتسليط الضوء على فقرات المهرجان، أن جديد هذه النسخة، يتمثل في إضافة مفهوم جديد يحمل اسم FOCUS، والذي يتم خلاله اختيار دولة واستدعاء بعض بنياتها الفنية.
وقال: "وقع اختيارنا هذه السنة على الكيبيك لما تحظى به من مكانة مرموقة في مجال الفنون الرقمية على المستوى العالمي، من جهة. ومن جهة ثانية للحضور الدائم والمنتظم لفناني الكيبيك في جل دورات المهرجان، حيث ستشارك في فعالياته بعثة مكونة من حوالي 30 فنانة وفنانا يمثلون عشر مؤسسات ثقافية وفنية وجامعية متخصصة في الفنون الرقمية، لتقديم أعمالهم وتقاسم تجاربهم مع مشاركين من دول أخرى".
وأشار المنسق العام للمهرجان إلى أن ما يميز هذه السنة، أيضا، هو أن العروض المقدمة في المهرجان لن تقتصر فقط على الدار البيضاء بل سيتم تقديمها أيضا في الرباط وفاس ومراكش وتطوان على أن تقدم جلها في العاصمة الاقتصادية.
من جهته، قال عبد المجيد سداتي، المدير الفني للمهرجان، إنه سيتم مستقبلا، في إطار برنامج Focus، التركيز على دولة أو تجربة أو مشروع، لأنه يسمح باستقطاب مجموعة من المؤسسات، سواء المالية أو الفنية أو الثقافية بمن فيهم مديري المهرجانات والقيمين على المعارض والمنتجين وغيرهم للعمل مع المؤسسات المغربية من أجل خلق دينامية ثقافية حقيقية تمكنهم من الاشتغال معا بصفة منتظمة.
وأكد سداتي أن المهرجان الدولي لفن الفيديو للدار البيضاء يعتبر مكسبا وطنيا لأنه "الوحيد في المغرب، إن لم نقل في إفريقيا والعالم العربي"، الذي يتخصص في الفن في ارتباطه بالتكنولوجيات الجديدة، وقد اختار هذه الدورة شعار "Corps en immersion - Focus Québec".
وأضاف المدير الفني للمهرجان أن برنامج "Focus Québec" لهذه الدورة يتخلله أربعة وعشرون نشاطا في مختلف الفنون الرقمية من شعر إلكتروني، ورقص، ومنجزات فنية، وواقع افتراضي، وعروض فيديو، وتنصيبات تفاعلية، وواقع معزز، وأفلام قصيرة، وورشات تكوينية ومحاضرات، وندوة موضوعاتية.
وأردف المتحدث ذاته أنه سينظم على هامش المهرجان، الملتقى المهني الأول في الفنون الرقمية، الذي يجمع مختلف الفاعلين الثقافيين والفنيين من الكيبيك وأوربا والمغرب، كما ستكون جماهير تطوان وفاس، قبل انطلاق المهرجان، على موعد مع إبداع جديد يحمل عنوان "مرايا الروح"، وهو عمل يجمع بين الرقص والفنون الرقمية، لفرقتي "Col'jam" من المغرب و"Kdanse" من فرنسا، فيما سيحل ريشار مارتيل من الكيبيك، ومارك مرسيي من فرنسا ضيف شرف على مدينة مراكش لتقديم منجزة فنية ومحاضرة في "البيرفورمانس" وعرض في أفلام فن الفيديو.
وجدير بالذكر أن مهرجان فن الفيديو، عرف منذ تأسيسه سنة 1993، عرض الآلاف من أفلام الفيديو، والمئات من المنجزات الفنية والتنصيبات الفنية، وتنظيم العديد من الندوات، والموائد المستديرة والمحاضرات، والمئات من ورشات التكوين والماستر كلاس، أطرها فنانون متخصصون وأساتذة جامعيون لفائدة الطلبة والمبدعين الشباب.
ومنذ عشر سنوات، انفتح المهرجان على تجارب عالمية جديدة، واكب من خلالها كل التطورات التكنولوجية المرتبطة بالفن. كما تم عرض أفلام الواقع الافتراضي 360 درجة، والرقص والفنون الرقمية، وتجارب الواقع الافتراضي والمعزز، وفن الروبوتيك، والمنجزات السمعية البصرية.