وتنتمي عين اللوح إلى جهة فاس مكناس، وهي تقع في أعماق جبال الأطلس المتوسط على بعد 28 كيلومترا من مدينة أزرو وعلى الطريق المؤدية إلى خنيفرة. كما تتميز القرية بجوها المعتدل وبنسيمها العليل في عز فصل الصيف، ما يجعلها تتمتع بطقس لطيف خاصة أيام القيظ، يغري زوارها بزيارتها واستكشاف المناطق المحيطة بها.
وأنجبت القرية مثقفين كان لهم شأن كبير من أمثال "رحالي رحال" الذي شغل منصب وزير الصحة خلال سنوات الثمانينات. كما أنها شكلت قبلة للشعراء والفنانين الأمازيغ ممن ساهموا بفنهم في التعريف بـ"لؤلؤة الأطلس المتوسط" ومن أشهرهم "حمو أوليازيد"، و"رويشة ن عين اللوح" و"فاطمة أولت حديدو". ومن هؤلاء الفنانين من أسهم بشعره في مقاومة الاستعمار، وكان منهم من زاوج بين الكلمة الشعرية والسلاح من أجل تحقيق الاستقلال.
وفي تصريح للبوابة الأمازيغية لوكالة المغرب العربي للأنباء، قال الكاتب والشاعر حسن السدادي، إن عين اللوح أنجبت العديد من أعمدة الأغنية الأمازيغية على مستوى الأطلس المتوسط، ومنهم على الخصوص حمو اليزيد وتلميذه اليوسفي بن موحى رويشة ن عين اللوح.
وفي ما يخص مقاومي المنطقة، ذكر المتحدث موحى وعلال العثماني والغرفي أحمد وعبد القادر الكامل.
وأضاف عضو الرابطة المغربية للكتاب الأمازيغ، أنه منذ 1937 اتسعت دائرة الوطنيين بعين اللوح وتعددت أعمال المقاومة ضد الأشخاص والبنايات التي تجسد الاحتلال الفرنسي ومصالح الحماية.
وسجل السدادي أن النساء شاركن بدورهن في معركة الاستقلال وانخرطن بكل الوسائل في أعمال المقاومة ومن بينهن فاطمة بنت عبد السلام وفاطمة بنت مولاي اشريف (زوجة عبد السلام البلغيتي)، وحليمة أرملة أحمد مجغيغ ورقية زوجة الحسين بن علي وأمينة بنت حومان وفاطمة بنت الحاج.
وبخصوص مساهمة عين اللوح في إحياء التراث والثقافة الأمازيغيتين، قال السدادي إن القرية تحتضن منذ 2000 المهرجان الوطني لأحيدوس الذي ينظم بشراكة مع جمعية "تيمات" التي يرأسها حمو أوحلي وتشارك فيه جمعيات من مختلف ربوع المملكة ويهدف إلى احياء وتنمية رقصة أحيدوس في إطار مسابقة تنظم في دار الثقافة بمكناس.
وأضاف أنه يتم بموازاة مع هذا المهرجان، عرض منتوجات للصناعة التقليدية، مشيرا إلى أن القرية تضم جمعيات تشتغل في مجالات متعددة كجمعية بوحرش للزرابي، بالإضافة إلى جمعيات أخرى في مجال تربية النحل والماعز والأعشاب الطبية والكرز.
وأضاف صاحب كتاب "عين اللوح، قرية على أبواب الأطلس المتوسط"، الصادر سنة 2013، أن عين اللوح قرية عريقة تاريخيا وثقافيا، مشيرا إلى أنها معروفة بصنع الخيام و بأنماط متميزة من الطبخ كالشواء على العمود والكسكس ورغيف "الملوي".
وفي ما يتعلق باللباس أشار إلى أن الزي التقليدي للرجال، يتكون أساسا من العمامة والسلهام والبلغة، في حين يتكون لباس النساء من عناصر مميزة من قبيل "الحندير" و"الريحية".
ومن جهة أخرى، أبرز أن المنطقة تزخر بكهوف ومغارات مشهورة كـ"افري" و"بريظ" و"سلكي" إضافة إلى فوهات بركانية كثيرة، مشيرا إلى أن القرية تزخر كذلك بمؤهلات غابوية عديدة، أبرزها غابات الأرز التي تؤوي العديد من الحيوانات والوحيش المحمي من قبيل قرد زعطوط والخنزير البري والأيل البربري.
وأضاف أن المدينة كانت ضمن أولى الجماعات التي أنشئت بعد الاستقلال، وكانت مساحتها آنذاك تناهز ثلث إقليم إفران، إلا أنه في سنة 1992 انبثقت منها جماعتان، هما جماعة سيدي المخفي ومقرها سيدي عدي وجماعة وادي إفران ومقرها حد واد إفران.