وأوضح الإدريسي، الذي حل يوم الخميس 10 يونيو الجاري ضيفا على الفقرة الصباحية لإذاعة الأخبار المغربية، أنه منذ إحداث المؤسسة الوطنية للمتاحف قبل عشر سنوات، تم افتتاح العديد من المتاحف وتنظيم معارض فنية كبرى لفنانين وطنيين ودوليين، مما ساهم في تعزيز المشهد الثقافي والإشعاع المتحفي بالمملكة، مشددا على أهمية إدراج المؤسسة المتحفية في المسارات الثقافية والسياحية والتربوية والتعليمية.
وأضاف أن عقدا من الزمن من عمل المؤسسة الوطنية للمتاحف مكن من تسليط الضوء على الوضع العام للمتاحف ووضع اللبنات الأولى لاستراتيجية لإعادة بناء المتاحف بمختلف جهات المملكة، مشيرا إلى أنه تمت إعادة ترميم وتأهيل مجموعة من المؤسسات المتحفية لتؤدي وظيفتها على أكمل وجه.
وأشار الإدريسي إلى أنه تم الاشتغال بالأساس على الرصيد المتحفي على مستوى إقامة ورشات ترميم وإعادة تهييء المعروضات وإخضاعها للقواعد الضرورية للعرض، لافتا إلى أن الأمر يتعلق بعملية تقنية تتطلب تكوينا خاصا وتوفير أطر مؤهلة وتقنيين متخصصين.
وبعد أن ذكر بأن الخريطة المتحفية بالمغرب كانت خاضعة للتقسيمات التي كانت موجودة إبان الاستعمار، أكد الإدريسي أنه كان من الضروري إحداث رجة على المستوى المتحفي من أجل الاستجابة للخصوصيات الثقافية للمملكة، مبرزا أن المغرب بلد ضارب في القدم وله تراث أثري وإثنوغرافي وفني متنوع وعريق.
وفي هذا الصدد، قال مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر إن المتاحف هي مرآة لواقع ثقافي واجتماعي جديد يعيشه المغرب، موضحا أن المتحف لم يعد فضاء للعرض فقط، بل أضحى فضاء للتواصل والتوعية والترفيه.
وسجل أن رواد المتحف لم يعودوا من النخبة المثقفة فقط كما كان عليه الحال في الماضي، مشيرا إلى أن مفهوم المتحف قد تغير، ولم يعد مرتبطا بالتصورات القديمة، بل أصبح يهم القطع القديمة وذات القيمة الجمالية والتاريخية.
وأكد الإدريسي، في هذا الإطار، أن الإنسان المغربي يستهلك المنتوج المتحفي شريطة أن يتوفر على الجودة ويجد ذاته في المواضيع المعروضة، مشيرا إلى أنه بفعل الاستعمال المكثف لوسائل التواصل، أصبحت الوسائطية الثقافية تقوم على تقريب المضمون من المستهلكين بشتى مشاربهم.
وخلص مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر إلى أهمية تقريب المنتوج الثقافي من المستهلك باعتبار أن المتحف، والثقافة بشكل عام، مدخلان استراتيجيان للرقي بفكر الإنسان ووعيه.