وحسب مصادر مقربة من الفنان فإن الفيديو كليب تم تصوير مشاهده في مناطق اكودار وتيفنيت وماسة بإقليم اشتوكة آيت باها، وكلها فضاءات مفتوحة تنسجم والتيمة الرئيسية لموضوع النص الغنائي، الذي كان من إنجاز الفنان حميد انرزاف ومن توزيعه الموسيقي كذلك.
وأضافت المصادر نفسها أن استهلال الكليب كان باقتباس مقولة شهيرة للكاتب اللبناني المعروف جبران خليل جبران: "يقولون لي إذا رأيت عبدا نائما فلا تنبهه لعله يحلم بحريته، وأنا أقول لهم إذا رأيت عبدا نائما نبهه وحدثه عن الحرية".
وإذا كان هذا العمل الفني ينطلق بهذه المقولة الدالة، فإنه ينتهي كذلك بترديد كلمة "حرية" بكل لغات العالم وبلسان جنسيات متعددة، مما يضع النص الغنائي داخل بعد إنساني عام يتجاوز المحلية، وهو ما ينسجم وكلمات النص الغنائي المنتقدة للظواهر اللانسانية التي تحول دون العيش في حب ووئام بين جميع الأعراق والشعوب.
وحاول إنرزاف المزج بين التعبير الموسيقي والغنائي وبين اللغة البصرية التي يتطلبها العمل الفني، كمحاولة جديدة من الفنان قصد توظيف المتغيرات التكنولوجية ووسائط التواصل المتاحة من أجل استهداف جمهور متعدد، "وهذا ما نلاحظه كذلك من خلال ترجمة كلمات الأغنية إلى اللغة الإنجليزية، حيث تظافرت عناصر ثلاثية بهذا الصدد من أجل ترويج أفضل لهذه الأغنية ذات الأبعاد الإنسانية في أسمى تجلياتها، وتلك الأبعاد نقصد بها الصوت/ الصورة / الكتابة" تقول المصادر ذاتها.
جدير بالذكر أن الفنان حميد انرزاف يعد مطربا وكاتب كلمات ولد سنة 1973 في أكادير، وأسس أول فرقة موسيقية سنة 1984 "إقبيلن" وسجل العشرات من الألبومات إلى غاية 1994، ومنذ ذلك الحين إلى اليوم أسس فرقة جديدة تحمل إسمه والتي استطاعت فرض نفسها في الساحة الفنية بشكل عام والأمازيغية بشكل خاص، سيما أنها أنتجت العديد من الأعمال الموسيقية وأخذت المجموعة على عاتقها تطوير الفن الأمازيغي عبر إدخال آليات جديدة أضافت الكثير للأغاني الأمازيغية، فيما يتعلق بالألحان والإيقاعات، وهو الأمر الذي يفسر استمرارها في العطاء رغم الظروف التي تمر منها الأغنية الأمازيغية.
كما أسس حميد بايح المعروف فنيا بحميد إنرزاف جمعية إنرزاف للثقافة والإبداع بمدينة أكادير، وينظم سنويا أنشطة ثقافية وفنية بمناسبة اليوم الوطني للمهاجر الذي يصادف 10 غشت من كل سنة، وذلك من أجل التطرق لتطلعات المغاربة المقيمين بالمهجر وتسليط الضوء على مساهمتهم القيمة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لبلدهم الأصلي، بعدما راكم تجربة مهمة في المجال حيث كان حميد يتنقل بين ألمانيا وفرنسا والبلد الأم المغرب، وواع تماما بالمشاكل الحقيقية التي تواجه المهاجرين عموما والفنانين منهم خصوصا، تضيف المصادر ذاتها,
