وقال محمد الصالحي، رئيس الجمعية، في تصريح لـLe360، إن العملية تندرج ضمن مشروع "eco-citoyen" الذي تنفذه الجمعية بشراكة مع برنامج مشاركة مواطنة المدعم من طرف الاتحاد الأوروبي، الذي يهدف إلى تحسيس الشباب بأهمية الموروث الطبيعي والترافع حول حمايته من خلال آليات الديموقراطية التشاركية التي من خلالها تم إنتاج وتقديم عريضة تطالب بإحداث منطقة محمية بالموقع الجيولوجي وكذلك تنظيم عدة خرجات علمية ودورات تكوينية مهمة ساهمت في تقوية قدرات المستفيدين على مدار 9 أشهر متواصلة.
وأضاف المتحدث أن عملية القولبة يتم استخدامها بشكل واسع من لدن الخبراء والباحثين لحماية الموروث بواسطة إنتاج نسخ مطابقة للأصل، يمكن عرضها داخل متاحف متخصصة أمام أنظار العموم لصعوبة الوصول غالبا للمواقع التي تضم تلك الآثار.
وتشكل القولبة كذلك، يورد الصالحي، عملية مهمة لدورها التربوي في تقديم نسخ مقربة للتلاميذ والطلبة للتعرف ودراسة المستحثات التي لا يمكن التوفر عليها لدراستها بشكل أفضل مما يعطي فرصة أكبر لتداولها بشكل أوسع ودراستها بشكل مبسط، مضيفا:"لا يمكننا نقل موقع الآثار إلى مكان آخر، لكن بفضل تقنية القولبة يمكن إنتاج نسخ دون الإضرار به ونقلها لأماكن مخصصة لها".
وأكد الصالحي أن خرجات علمية مكثفة استفاد منها الشباب المشاركون في العملية لتعريفهم بغنى وأهمية الموروث الطبيعي للمنطقة، اختتمت بدورة تكوينية علمية نظرية للتعرف على التقنيات والمعدات المستعملة قبل الانتقال نحو التطبيق بشاطئ أنزا في احترام تام للتدابير الصحية للحد من انتشار فيروس كورونا.
خصوصية موقع آثار الديناصورات التي تقع بشاطئ أنزا، يقول المتحدث، تحتم علينا العمل بانسجام تام مع توقيت المد والجزر البحري حيث تم تسريع عملية تماسك وتصلب المواد المستعملة للحصول على نسخ في وقت مناسب قبل وصول أمواج البحر لمنطقة العمل وذلك بإضافة محفزات معدة لهذا الغرض.
وشدد الصالحي على أن هذه العملية شهدت تفاعلا كبيرا من طرف الشباب الذين اكتشفوا لأول مرة تجربة القولبة التي رسخت لديهم فكرة واضحة عن أهم تقنيات المحافظة على الموروث الطبيعي في أفق تثمينه وتهيئته من طرف السلطات المختصة ليشكل رافعة للتنمية المحلية للمنطقة من خلال تنويع العرض السياحي بمدينة أكادير.