وتجاوز سعر بيع اللوحة، التي تصور صومعة مسجد الكتبية التاريخي في مدينة مراكش المغربية، التقديرات التي وضعتها دار المزادات عند حوالي 2,8 مليون يورو، لتصبح بذلك أغلى عمل لرئيس الوزراء البريطاني الأسبق.
ورسم "تشرشل" اللوحة عام 1943 خلال زيارة للمغرب، وأهداها إلى "روزفلت" قبل أن يبيعها أحد أبناء الأخير في الخمسينيات، وأعيد بيعها بعد ذلك عدة مرات.
واشترت "جولي" وزوجها السابق "براد بيت" اللوحة في عام 2011، وكانت جزءً من مجموعة فنية احتفظ بها الزوجان قدرت قيمتها بحوالي 25 مليون دولار.
وتعد اللوحة، التي تعرضها للبيع نجمة هوليوود الأمريكية أنجيلينا جولي، "أهم أعمال تشرشل (…) بالنظر إلى ارتباطها الوثيق بتاريخ القرن العشرين"، وفق ما كتبه مؤرخ الفنون البريطاني باري فيبس في الدليل الإرشادي للمزاد.
وزار تشرشل المغرب لأول مرّة في عام 1935، وقع حينها في غرام أضواء السماء هناك. وكان يشعر بأن رسومه التي تصوّر المغرب من بين أفضل لوحاته على الإطلاق، حسبما قال نيك أورتشارد، رئيس دار كريستيز بالعاصمة لندن، التي أقيم فيها المزاد.
وفي يناير 1943، بعد حضور مشترك لمؤتمر الدار البيضاء في المغرب لوضع استراتيجية ضد ألمانيا النازية، أقنع تشرشل روزفلت بالانضمام إليه في مدينة مراكش القريبة من الدار البيضاء ومشاهدة غروب الشمس خلف جبال الأطلس.
وأحيا تشرشل ذكرى إقامتهما القصيرة معاً من خلال اللوحة التي رسمها في اليوم التالي بعد مغادرة روزفلت. وبعد المؤتمر طالب الزعيمان ألمانيا، وإيطاليا، واليابان "بالاستسلام غير المشروط"، وهو ما كان إعلاناً تاريخياً ذا تأثير بعيد المدى على الحرب.
فيما حققت عملية البيع نحو ثلاثة أضعاف الثمن المتوقّع الذي بلغ 3,5 مليون دولار أمريكي.
وبلغ أعلى سعر حققته إحدى لوحات تشرشل 2,7 مليون دولار أمريكي في عام 2014، حينما عرضت في دار سوثبي للمزادات بلندن.