وأوضح الفنان محمد جبارة، في تصريح لـLe360، أن هذا العمل جاء بعد تفكير عميق أثناء تواجده بالديار الإسبانية طيلة فترة الحجر الصحي قبل فتح الأجواء المغربية بعد تخفيف الإجراءات المتخذة لمحاصرة فيروس كورونا.
"علتنا فينا" كان هو موضوع فيديو محمد عيوش، يقول المتحدث، يتناول الجمعيات الإسبانية المساندة للجمهورية الوهمية والتي تتلقى الدعم من الحكومة الاسبانية، وتقوم باستقطاب الصحراويين الانفصاليين وتحمل مصاريف انتاج أشرطة مصورة داخل "استوديوهات" مكلفة جدا، وذلك للترويج لأفكار مناهضة لمغربية الصحراء، وهي نفس الفكرة التي راودتني، يضيف جبارة، ما دفعني للتواصل مع عيوش قصد إنجاز عمل فني مشترك متعلق بقضية الوحدة الترابية، فكان الخيار، تجنيد "البوليساريو" لأطفال مخيمات تندوف، في خرق صارخ للمواثيق الدولية التي تمنع استغلال الطفولة.
وأضاف المتحدث أن الفكرة والحوار الذي دار بينه وبين عيوش، انتهى بالاتفاق، حيث تم تصوير الفيديو-كليب بإقليم آسا الزاك التابع لجهة كلميم وادنون، وسط ترحيب كبير للساكنة المحلية وتعاون تام للسلطات بمختلف تلاوينها، منوها بمجهودات هذه الأخيرة في سبيل تسهيل مأمورية إخراج هذا العمل الفني الانساني النبيل لحيز الوجود، مشيرا إلى أن الأغنية الناطقة بالحسانية والإسبانية، كان الهدف منها ايصال رسالة واضحة بخصوص استغلال البوليساريو للأطفال المحتجزين رفقة عائلاتهم بمخيمات تندوف.
من جانبه، قال يوسف الكاملي، مخرج الفيديو-كليب "عودو لاوطانكم"، إن موضوع الأغنية، هو انساني بالدرجة الأولى ووطني يلامس جيلا سيعتمد عليه مستقبلا، من خلال تجنيد هذه الشريحة المهمة من المجتمع بمخيمات تندوف وإدخالهم في معمعة خلاف سياسي لبعض الأفراد داخل الأقاليم الجنوبية للمملكة، مضيفا أن هذا العمل هو ثمرة تعاون بين عدد من الأصدقاء الغيورين على الوحدة الترابية للمملكة ومصالحها، مشددا على أن الصحراويين المحتجزين بمخيمات البوليساريو يعيشون الويلات وهذا بحد ذاته سبب لإثارة كل ما من شأنه فضح ممارسات هذه الجمهورية الوهمية.
وتطوعت مجموعة من المهتمين بهذه الأغنية، يقول الكاملي، وتم الانتقال إلى آسا الزاك لإنجاز هذا العمل، مستحضرا وهو يتحدث لمراسل le360، تجربة بعض أقاربه العائدين من مخيمات تندوف إلى وطنهم المغرب، خلال تسعينات القرن الماضي، والتي مكنته من التعرف أكثر على وضعية الصحراويين هناك وأطفالهم والتي يندى لها الجبين، واصفا البوليساريو بالعصابة التي تستغل الجميع، على رأسهم الأطفال.
العمل الفني، يضيف المتحدث، بلغت تكلفته المالية نحو 50 ألف درهم، وهي من مساهمات الأصدقاء فيما بينهم من خلال ما يعرف في الثقافة الأمازيغية بـ"تيويزي"، مؤكدا أن صدى العمل بعد بثه على اليوتيوب، وصل إلى المخيمات وعبرها الجزائر واسبانيا وغيرها، وهو ما تؤكده أيضا التعليقات المرصودة على مواقع التواصل الاجتماعي.