ويأتي تنظيم مهرجان القصيدة البدوية الحسانية في دورته الثانية، حسب بلاغ للمديرية الجهوية للثقافة والشباب والرياضة، بالعيون-الساقية الحمراء، تحت شعار: "الشعر الحساني.. احتفال بالإنسان والتاريخ والمجال"، تخليدا لذكرى المسيرة الخضراء المظفرة، ولذكرى استرجاع الأقاليم الجنوبية إلى حضن الوطن الأم واحتفاء بالذكرى الـ65 لعيد الاستقلال المجيد، مشيرا إلى أن الظروف الاستثنائية التي تمليها جائحة فيروس كورونا المستجد حذت بالمنظمين إلى تنظيم التظاهرة افتراضيا عبر صفحة المديرية الجهوية للثقافة على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك".
ويهدف المهرجان إلى إعادة الاعتبار للقصيدة البدوية الحسانية، وإحياء تقاليد إنشادها، إضافة إلى تكريم الشعراء الحسانيين بجهة العيون -الساقية الحمراء. ويتوخى صون التراث الشعري بالجهة، مع تعزيز التواصل الثقافي بين الشعراء الحسانيين جهويا، والمساهمة في صيانة الموروث الشعري البدوي الحساني. كما تعد هذه التظاهرة الثقافية فرصة لتدوين وتوثيق التراث الحساني الشفهي في مجال الشعر.
وستعرف هذه الدورة تقديم قراءات شعرية لكبار الشعراء الحسانيين، وتكريم شعراء أعطوا الكثير للقصيدة البدوية الحسانية، فضلا عن أمسيات فنية تراثية، وسيعرف هذا السمر الشعري مشاركة أزيد من 40 شاعرة وشاعر من مختلف أقاليم جهة العيون -الساقية الحمراء.
وتأتي المناسبة في إطار عقد البرنامج الخاص بتمويل وإنجاز مشاريع التنمية المندمجة لجهة العيون -الساقية الحمراء، وتنفيذا لبنود الاتفاقية المبرمة بين مجلس جهة العيون -الساقية الحمراء ووزارة الثقافة والاتصال، المتعلقة بتطبيق مقتضيات المكون الثقافي. كما تنسجم المناسبة، التي سيحتضنها فضاء منتجع الصحراء بطريق جماعة فم الواد، مع مهام وزارة الثقافة والاتصال الهادفة إلى تنمية التعاون والشراكة مع جمعيات المجتمع المدني، واعتبارا لمقتضيات الدستور الرامية إلى العناية بالثقافة الحسانية، لا سيما الفصل الخامس منه المتعلق بصيانة الحسانية، باعتبارها جزءً لا يتجزأ من الهوية الثقافية المغربية الموحدة.
وتعمل التظاهرة الفنية على تفعيل النموذج التنموي للأقاليم الجنوبية للمملكة بكل أبعاده لاسيما الثقافية منها، ووعيا بضرورة الارتقاء بالمكون الثقافي لجهة العيون الساقية الحمراء، وتعزيزا للدور المحوري الذي يضطلع به المجتمع المدني في مسار إعداد وتفعيل الخطط الاستراتيجية في المجال الثقافي والفني.