حاتم عمور وأسماء لمنور يشكلان ثنائيا جميلا في هذه الأغنية الرائعة، التي قدمها هذان النجمان في سماء الأغنية المغربية، والتي سيتم التبرع بإيرادات مشاهدتها على يوتوب لفائدة الجمعيات التي تحارب السرطان. لا يسعنا إلا أن نشيد بالمبادرة، الفنية والاجتماعية. ومع ذلك، فإن الحكاية ليست بهذه البساطة.
هذه الأغنية، وفقا لهندا سيكال، مديرة شركة الإنتاج بـImage Factory، كان من المفترض أن تكون الموسيقى التصويرية لمسلسل تلفزيوني أنتجته الشركة لفائدة القناة الأولى، والذي سيتم بثه قريبا ويحمل نفس العنوان "هاينة".
منذ أكثر من عام، وبالتوازي مع إنتاج هذا المسلسل التلفزيوني، دعت شركة Image Factory العديد من الفرق قبل أن يقع اختيارها على نص كتبه كاتب الكلمات محمد رشيد (وهو أيضا كاتب سيناريو) وعلى لحن موسيقي من إنجاز طارق الحجيلي. وهذه الأغنية تم أداؤها من قبل خليل كنيش.
"أنا نفسي شاركت في التوزيع الموسيقي لهذه الأغنية"، يقول باحتداد خليل كنيش، وهو كاتب كلمات ولكنه أيضا ملحن، وساهم جزئيا في التوزيع الموسيقي لأغنية "هاينة".
وأكدت سيكال بدورها قائلة: "خليل كنيش ساهم بنسبة 50 في المائة في التوزيع الموسيقي لهذه الأغنية".
أغنية وفريقان
كيف، إذن، انتهى المطاف بهذه الأغنية التي كانت مخصصة لمسلسل تلفزيوني كان من المقرر أن يعرض في شهر رمضان، والتي سجلها هذا الفريق، إلى البث في موقع يوتيوب من طرف شخصين آخرين هما حاتم عمور وأسماء لمنور.
تقدم هندا سيكال بعض التفسيرات لهذا اللغز: "لقد أرسلت المغني (خليل كنيش) إلى استوديو التسجيل لتسجيل صوته والمشاركة في التوزيع الموسيقي. بالمناسبة، حاتم عمور هو أحد المساهمين في هذا الاستوديو.
بعد ذلك، تلقيت رسالة على واتساب من حاتم عمور، الذي يؤكد فيها أنه استمع إلى الأغنية. سجل نفسه يغنيها وأرسل لي نسخته يطلب مني السماح له بأداء أغنية 'هاينة'".
وقالت المنتجة إنها رفضت طلب هذا النجم وقالت: "رفضت وأخبرته أنه لا يوجد سبب لاستبدال مغني عمل في هذا المشروع لمدة عام".
لكن القضية لم تتوقف عند هذا الحد، وفقا لهندا سيكال: "عندما أردت استرداد الأغنية من طارق الحجيلي (الملحن)، أبلغني أنه لم يعد يريد أن يبيع لي موسيقى لأن صديقه حاتم عمّار اشتراها منه".
وأوضحت مديرة Image Factory قائلة: "بالنسبة للكلمات التي كتبها محمد رشيد سيتم استبدالها بكلمات أخرى".
أما المغني الاصلي خليل كنيش فيقول إن "طارق الحجيلي قرر أيضا المطالبة بالزيادة في أتعابه في اللحظة الاخيرة. وفي مواجهة هذه الزيادة غير المتوقعة، رفضت شركة الإنتاج الطلب".
وردت هندا سيكال على هذا الأمر قائلة: "هذا خطأي، لم نبرم عقدا يحمي حق السرية. لقد وثقت به. لم يكن هناك أي داع للقلق وكنا متفقين على كل شيء".
بعد حرمانه من استوديو التسجيل الذي استأجرت خدماته، وأكثر من ذلك، حرمانه من النسخة الآلية من الأغنية، فإن الفريق الذي تقوده هندا سيكال يسجل نسخة أخرى من أغنية "هاينة" في مكان آخر، بصوت خليل كنيش وكلمات الأغنية الأصلية من تأليف محمد رشيد.
وتم دمج هذه النسخة الجديدة مع المسلسل التلفزيوني الذي تم تصويره لبثه خلال شهر رمضان القادم على القناة الأولى وتم تسليم المسلسل إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة.
"وفي هذه الأثناء، من سيعاود الظهور؟" تتذكر هند سيكال: حاتم عمور الذي يقدم هذه المرة "هاينة" مع أسماء لمنور ويرسل لي هذا الإصدار الجديد على واتساب يسألني عن رأيي فيها".
بعد إخبارها بتفاصيل هذه القضية من قبل دار الإنتاج، وافقت الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة قد وافقت على هذه النسخة الجديدة من الأغنية، ولكنها اشترطت أن تحتفظ القناة بحقوق الأغنية.
وتتابع هندا سيكال: "هذا الأمر رفضه حاتم عمور بشكل قاطع".
كان يمكن أن تنتهي الأمور هنا: مفاوضات أخرى أجريت ولكن لم تكن لتنجح... وقبل ثلاثة أيام، ظهرت أغنية حاتم عمور وأسماء لمنور على يوتيوب، وسط فريق الإنتاج المسؤول عن هذه الأغنية.
وقال محمد رشيد، كاتب كلمات "هاينة": "لقد صدمت عندما شاهدت الأغنية على موقع يوتيوب".
والأدهى من ذلك، أنه تم استبدال بضع كلمات فقط من نصه الأصلي، دون إذن منه، بل وتم استبدال اسمه في النسخة التي غناها حاتم عمور باسم كاتب كلمات آخر محمد المغربي.
وأخبرنا محمد رشيد بأنه "لن أتوقف عند هذا الحد. لقد عرضت القضية على المحكمة". لن يكون هو الوحيد الذي توجه إلى العدالة، لأن Image Factory قررت هي أيضا اتخاذ إجراء قانوني ولديها، بحسب مديرتها، "جميع الأدلة" اللازمة لتعزيز موقفها في هذا الملف.
أما بالنسبة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وفقا لهندا سيكال، فإن القناة التي ستبث هذه السلسلة (وبالتالي هذه الأغنية) يجب أن ترفع شكاية للهاكا.
ما هو موقف الطرف الآخر؟
أخبرتنا هندا سيكال أنها اتصلت بحاتم عمور بعد نشر هذه الأغنية على موقع يوتيوب، لكنه رد عليها بعنف قائلا: "هذه أغنيتي! هذا جزء من التراث المغربي. إنها ملك للجميع".
غير أن المنتجة ردت بدورها عليه: "هذه الأغنية ليست جزء من التراث المغربي ! والدليل على ذلك أنها تلقيت كلمات الأغنية يوم 14 يناير 2019 ".
"تدور هذه السلسلة حول (...) "الخادمات الصغيرات" وقد كتبت الكلمات بناء على القصة التي يرويها المسلسل. وبالرغم من ذلك، فإن حاتم عمور أخذها!"، ينتقد المغني خليل كنيش الذي لا يفهم أن حاتم عمور تتعلل بـ"التراث المغربي" لتبرير اختيار هذه الأغنية.
وأضاف قائلا: "هذه فكرتنا. مازلنا نحتفظ بالنقاشات التي تمت حول هذه الأغنية. إذا أثبت حاتم عمور العكس، فسوف أتوقف عن الغناء!".
ويردف خليل كنيش: "لدي نسخة من الأغنية مسجلة بصوتي!"، قبل أن يرسل لنا شريطا صوتيا للنسخة التي يغني فيها "هاينة" والتي ستكون بالتالي النسخة الأصلية والتي تشبه إلى حد كبير للنسخة المغناة من قبل للثنائي عمور ولمنور.
وتوضح مديرة Image Factory أن "حاتم عمور يعتقد أن المسلسل سيعرض خلال شهر رمضان، في حين أنه تم تأجيل عرضه. لذلك فهو يعتقد أنه سيضعنا أمام الأمر الواقع، وأنه سنكون مضطرين لاختيار نسخته وشروطه. إنه يريد ليّ أيدينا".
وختمت قائلة: "إنها سرقة تتم بكل وقاحة".
ورفضت هند التازي، وكيلة أعمال وزوجة حاتم عمور في اتصال مع Le360 التعليق على هذه القضية.
وأوضحت قائلة: "شخصيا ليس لدي إجابة بهذا الخصوص. ما يمكنني أن أخبرك به هو أنه عندما يكون هناك صراع من هذا النوع، يجب على الشخص المتضرر اللجوء إلى العدالة. فليذهبوا إلى المحكمة، إذا ادعوا أن هذه الأغنية لهم. لدينا قوانين وستقوم العدالة بعملها".
وختمت بالقول: "ليس لدي أي تصريح آخر لأدلي به. الصحافة لا يجب أن تلعب دور المحكمة. عندما نلجأ إلى الصحافة بدلاً من العدالة، فإن ذلك هو عمل دعائي يهدف إلى إحداث جلبة من أجل تحقيق شهرة على حساب فنان. إذا كانوا بالفعل متضررين، فسوف نلتقي أمام العدالة".
واتصل Le360 أيضا بالمطربة أسماء لمنور ولكنها رفضت الرد على مكالماتنا المتعددة. وكذلك الحال بالنسبة لطارق الحجيلي.