في بداية احتفالاتها تستعد الأسر بسوس وجهات أخرى بالجنوب على غرار كلميم وادنون، بتحضير طابق "تاكلا" (العصيدة) من الذرة "أسنكار" أو الشعير "تُومْزِين" أو القمح "إرْدْن" يضاف إليها بعد طهيها جيدا على فرن عصري أو فوق نار الحطب أو الفحم، زيت الأركان والعسل والزبدة المحلية وزيت الزيتون المطحون في معصرة تقليدية، إلى جانب إعداد "أكْرْن إجان" الدقيق المجفف المصفى، وجميع أنواع البخور والعطور الراقية.
وتنطلق الاحتفالات فعليا في يوم 12 يناير من كل سنة، باستقبال الضيوف والزوار من الأقارب والمعارف والأصدقاء، على أن يتم تناول طابق "تاكلا" جماعة ويتبادل الأطراف الحديث في مختلف مناحي الحياة واستحضار الذكريات ورمزية هذا الاحتفال وأهمية الحفاظ عليه ونقله للأجيال اللاحقة، بينما تطلق النساء الزغاريد وترقص أخريات على أغاني أمازيغية تعود لفنانين مرموقين في الساحة الفنية الأمازيغية.
ويختار الأمازيغ لباسا خاصا احتفاء بهذه المناسبة، فالرجال يرتدون جلابيب محلية ونعال خاصة "بلاغي تقليدية" ليظهروا في إطلالة أنيقة، بينما النساء يتزين بالكحل والحناء والحلي المحلي المتنوع كـ"تزرزيت" و"اسني" و"القش" و"تخناقت" وغيرها، وذلك لإبراز الثقافة الأمازيغية وغناها وتاريخها الضارب في عمق التاريخ المغربي.
طقوس تعزز صلة الأرحام وتكرس خاصية الاتحاد وتحافظ على روح التضامن والتآزر التي تميز السكان الأمازيغ، جعلت العديد من الفاعلين بسوس يدعون إلى ضرورة الحفاظ عليها ويطالبون في نفس الوقت، الجهات المعنية، بإعلان يوم الاحتفال برأس السنة الأمازيغية، يوم عطلة، إسوة بباقي التقويمات، لتمكين جميع المغاربة من المشاركة في هذه المناسبة.