وحسب ما صرح به بنجلون ليومية المساء في عددها الصادر غدا الثلاثاء، فإت بنجلون "يتحدث عن ضرورة أن تقوم الشعوب العربية بنقد ذاتي من أجل تغيير الصورة السلبية التي ألصقت بها من طرف الغرب، والتي لا يفتأ يكرسها في عقول العالم" منتقدا "ما تقوم به الجزائر من عرقلة لمشروع المغرب لحل مشكل الصحراء".
وفي حديث بنجلون عن منظومة التعليم بقول "إنه لا بد من عمل جدي للخروج من الأزمة، كما على الدولة أن تضع أناسا تقنيين غير مسيسين ولا أصحاب إيديولوجيا للسهر على منظومة التعليم، من أجل أن تقدم خططا واقعية وعملية حتى تتم نهضة التعليم".
وبالنسبة لموقفه من مسألة التعريب والتدريج، قال بنجلون للمساء"إن موقفه واضح، صحيح أن الدارجة هي اللغة التي يتمكلمها المغاربة، لكن دارجة الشمال ليست هي دارجة الجنوب، مؤكدا على ضرورة تعلم اللغات الأجنبية، كما على المغرب ألا يظل حبيس الثقافة الفرنسية، فاللغة الفرنسية لم يعد لها ذلك الحضور".
كما دعا الطاهر بنجلون في حواره "إلى الاعتراف بصورة العرب والمسلمين القبيحة عبر العالم، فما حدث في العشرين سنة الأخيرة من إرهاب قام باسم الدين الإسلامي شوه الدين، وعلى الجميع أن يقوم بنقد ذاتي لا سيما دول الخليج، لا تزال تعتبر نفسها المثل الاعلى، بسبب أنها تمتلك الثروة".
حسرة المثقف
وكأن بحوار بنجلون، الذي نشر في جزئه الأول محاكاة لآخر أعمال الكاتب المغربي، أي كتاب الاستئصال، الذي يجسد كتابة الألم بصفة خاصة بالتجارب المستعصية التي يعيشها بعض الكتاب، صحيا ونفسيا واجتماعيا، فتكون بالتالي أسلوبا مقنعا لمصادرة الشعور المضاعف بالمحنة، ومطالبة جماهير القراء بتقاسم هاته التجربة المضنية معه، وأداة للتخفيف من هواجس الخوف والضعف والوحدة التي تتزايد كلما تمكن المرض من الجسد، وتسلل اليأس والقنوط والاستسلام على قواه المناعية، وعندما تحدث بنجلون في هذا الحوار عن واقعنا المغربي، فهو بذلك يرتكز على الألم الذي يعتصر هذا المجتمع، الذي بات في حاجة إلى القيام بنقد ذاتي شامل، حتى تعو