وأوضح السيد الأعرج، في ندوة صحفية خصصت لتقديم برنامج الدورة التي ستحتضنها العاصمة الاقتصادية للمملكة ما بين 7 و17 فبراير الجاري، تحت رعاية الملك محمد السادس، أن ما يميز هذه الدورة هو مشاركة مملكة إسبانيا كضيف شرف، في سياق يؤكد على رسوخ العلاقات التاريخية والثقافية بين البلدين، مشيرا إلى أنها مناسبة لتبادل التأثير والتأثر بين الثقافتين المغربية والاسبانية من خلال مساهمة مجموعة من الأسماء الفكرية والابداعية الاسبانية في فقرات ثقافية ستشهد لقاءات مباشرة مع نظرائهم المغاربة وبحضور جمهور المعرض.
وأفاد بأنه علاوة على الفقرات الخاصة بضيف الشرف، ستشهد البرمجة الثقافية لهذه الدورة تنظيم العديد من الندوات التي تقارب شؤون الشأن الثقافي المغربي على مختلف الأصعدة التي تهم تعدد تعبيراته اللغوية من عربية وأمازيغية وحسانية وتنوع حقوله المعرفية والإبداعية، من تراث وأدب وفنون وعلوم إنسانية، بالإضافة إلى فقرات تلقي الضوء على جديد التجارب الفكرية والإبداعية والنقدية التي أصدرها أصحابها خلال موسم 2019/2018، مما يجعل المعرض فرصة للجمهور الواسع للتعرف على هذه الأعمال ولقاء أصحابها، من الكتاب المغاربة والعرب والأجانب، المكرسون منهم والواعدون.
واضاف أن المعرض يمثل في جوهره لحظة تحتفي بمكانة الكتاب وبمبدعيه وقرائه أيضا، مسجلا أن الوزارة حرصت على أن تتخلل برنامجه الثقافي جملة من الفقرات الاحتفالية، وفي مقدمتها حفل تسليم جائزة ابن بطوطة لأدب الرحلة، التي ينظمها المركز العربي للأدب الجغرافي، وكذا حفل تسليم جائزة القراءة التي تسهر عليها شبكة القراءة بالمغرب.
كما يتضمن البرنامج الثقافي، يضيف الوزير، أمسيات شعرية يشارك فيها شعراء مغاربة وعرب وأجانب، يحلون ضيوفا على المعرض، قادمين إليه من الجهات الأربع للعالم، بالإضافة إلى مجموعة من الفقرات التي تنظم تكريما لأعلام رحلوا إلى دار البقاء، بعد أن تركوا بصماتهم على مشهد الثقافة المغربية والعربية، وفقرة مخصصة لشاعر فلسطين الكبير وصديق المغرب الثقافي الراحل محمود درويش.
ويتضمن برنامج هذا المعرض المنظم بتعاون مع الوكالة المغربية لتنمية الاستثمارات والصادرات ـــ مكتب المعارض، أيضا فقرات تثقيفية متنوعية لفائدة الأطفال تناهز 120 فقرة، تضم ورشات فنية ويدوية وعروضا مسرحية تربوية، وذلك داخل فضاء جديد يتيح لهذه الفئة نسج علاقة مع عالم الكتاب وقضاء أوقات تجمع بين المتعة الفنية والفائدة العلمية.
من جهته، أشاد السفير الإسباني بالنجاح الذي يحققه المعرض الدولي للكتاب والذي يحافظ على قوته ومكانته واشعاعه الخارجي، معربا عن امتنانه على استضافة إسبانيا كضيف شرف خلال الدورة الـ25 للمعرض للمرة الثانية بعدما تمت استضافتها خلال سنة 2005 مما سيمكن من تعزيز العلاقات المتينة التي تربط البلدين.
وأضاف الدبلوماسي الإسباني أن إسبانيا ستكون حاضرة خلال هذا المعرض من خلال برنامج غني ومتنوع أعدته المديرية العامة لدعم الكتاب والقراءة والآداب الاسبانية التابعة لوزارة الثقافة والرياضة، مؤكدا أن أهمية مشاركة الرواق الإسباني تتمثل في تقديم نظرة شاملة للأدب الإسباني من خلال جميع تعابيره سواء ما تعلق منها بالرواية والشعر فضلا عن تقديم محاولات لعمل مهم في ترجمة الكتب من اللغة العربية إلى الإسبانية أو العكس.