وانعقدت هذه الندوة، التي احتضنها المركب التربوي والاجتماعي بدار الشباب أم التونسي، بشراكة مع ولاية جهة الداخلة - وادي الذهب والمجلس الجهوي ووزارة الشباب والرياضة والنيابة الجهوية للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير.
وقال أحمد الصلاي، رئيس جمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي، في كلمته الترحيبية، إن هذا اللقاء يندرج في إطار المبادرات التي تضطلع بها جمعيات المجتمع المدني في ما يخص تسليط الضوء على أبرز القضايا الوطنية، وفي مقدمتها الاحتفاء بذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال.
وأضاف الصلاي أن تنظيم هذه الندوة الوطنية التحسيسية يعكس قوة التعبئة والالتزام لدى النسيج الجمعوي المحلي من أجل مواجهة كافة التحديات المطروحة، وكذا دعم ومواكبة المسار التنموي بجهة الداخلة - وادي الذهب.
ومن جهتها، أكدت سلم تيروز، النائبة الجهوي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بجهة الداخلة - وادي الذهب، أن تخليد ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال تعد مناسبة لاستلهام الوطنية الصادقة التي تنتصر للقضايا الكبرى، واستنهاض الهمم للمساهمة في بناء الوطن الذي تواجهه تحديات متعددة، في طليعتها قضية استكمال الوحدة الترابية وتحدي التنمية الشاملة. وأوضحت السيدة تيروز أن تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال كان نهجا مدروسا ومخططا محكما في مسيرة الكفاح الوطني، تجسدت آثاره العميقة في رسم مرحلة جديدة للمسيرة التحريرية وتميزت بشحذ الهمم واستنهاض العزائم والتعبئة الشاملة لأبناء الشعب المغربي لرفع تحدي الاستعمار، ذودا عن حمى الوطن وصونا للشرعية التاريخية. وأضافت أنه "لا بد أن نستلهم من هذا الحدث العظيم قيم الوطنية والالتحام والتشبث بالثوابت التي تبقى بمثابة المدخل الرئيسي والأساس الذي لا محيد عنه لخدمة هذا الوطن العزيز"، مشددة على أن "التحديات الكبرى لا يمكن كسب رهانها إلا بمواطنين يشاركون في الحلول الممكنة للمشاكل المستعصية ويترافعون عن القضايا الكبرى". ومن جانبه، أبرز الأستاذ والفاعل الجمعوي، يوسف وبعلي، الأهمية التي يكتسيها تخليد هذه الذكرى الغالية في إذكاء روح الوطنية لدى الناشئة، مؤكدا أن الجيل الجديد من الشباب يحتاج إلى استلهام أمجاد وبطولات الأجداد وتذكر التاريخ المجيد من أجل تعزيز هويتهم وحبهم للوطن.
وأكد وبعلي أن حدث تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال يعد منعطفا حاسما ومحطة مشرقة في مسلسل الكفاح الوطني الذي خاضه الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي في سبيل نيل الحرية والاستقلال. وأضاف أنه يتعين على جميع الفاعلين تعزيز الرأسمال التاريخي الوطني في صفوف الشباب لاستلهام القيم التي تحلى بها الأجداد في التصدي للمستعمر من أجل نيل الاستقلال والتحرر، مبرزا أن غرس قيم المواطنة والهوية الوطنية يشكل عاملا رئيسيا لتأهيل الرأسمال البشري.