التاريخ تحت رحمة اللصوص

DR

في 07/07/2013 على الساعة 19:53, تحديث بتاريخ 07/07/2013 على الساعة 20:05

أقوال الصحفالصدفة وحدها قادت رجال الشرطة القضائية بمراكش، لإحباط أكبر عمليات تهريب وبيع التحف الأثرية النادرة، هذا ما جاء في كل من جريدتي المساء والأخبار.

وجاء في المساء الصادرة غدا الاثنين، أن الشرطة القضائية اعتقلت شخصين على خلفية حيازة تمثال نفيس بآسفي، حيث تم إيقاف بمنطقة باب دكالة شخصا مبحوثا عنه بتهمة النصب والاحتيال، وأثناء التحقيق معه في الجرائم التي قام بها في حق عدد من الأشخاص، اطلع أحد عناصر الأمن على هاتف المبحوث معه، ليعثر على صورة مأخودة لتمثال نفيس.

وأوردت الجريدة أنه بعد التحقيق مع الموقوف اعترف بكل المعلومات التي ستوقع بالشخص الذي بحوزته التمثال، والذي هو عبارة عن تمثال لإحدى الشخصيات التاريخية البارزة يدعى بيير تيراد، وبعد نصب كمين من طرف الشرطة القضائية للمتهم الثاني، حيث انتحل أحد عناصر الشرطة صفة تاجر للمنتوجات النفيسة، وأغرى صاحب التمثال بدفع مبلغ 100 مليون سنتيم، وما إن قام بالحضور حتى تم الانقضاض عليه واقتياده إلى مقر الشرطة القضائية.

واعترف السمسار بمصدر التمثال النفيس، الذي يعود لوزير فرنسي في القرن التاسع عشر، وأنه عثر عليه أثناء التنقيب في أرض بمنطقة "الغليميين" القريبة من آسفي، واستعمل فيها آله متخصصة في التنقيب عن الكنوز، قبل أن يفاجأ بالمجسم النفيس.

جريدة الأخبار نشرت الخبر أيضا مع إضافة تفاصيل آخرى، فحسب مصادر للجريدة فإن عملية تفتيش منزل صاحب التمثال، قادت إلى العثور على العشرات من قطع"اللويز" التي يحتمل أن يكون صاحبها استخرجها من خلال التنقيبات عن الكنوز التي يقوم بها بضواحي مدينة آسفي.

تجار الآثار

وأضافت الأخبار، أنه من خلال البحث مع الموقوف، اعترف بأن بعض الفرنسيين المهتمين بجمع التحف النادرة، سبق لهم أن أكدوا له أن المجسم المذكور يعود إلى أحد أثرياء فرنسا، والذي سبق له أن اشتراه وحمله معه إلى المغرب خلال الاستعمار، وأنه توفي بالمغرب، ومن المرجح أن يكون دفنه بمكان ما بضواحي آسفي.ودخلت الشرطة الدولية "الانتربول" على الخط في قضية التمثال، لأنها كانت تتعقب بعض الفرنسيين الذين سبق لهم التنقيب عنه منذ سنوات بالمغرب.

لو لم تكن الصدفة وحدها من قادت إلى الإمساك بالمتهمين، لتم تهريب هذه التحفة الأثرية، الأمر الذي يطرح سؤالا كبيرا، كم من تمثال وكنز تم تهريبهم من المغرب في غفلة عن المسؤولين، وفي غفلة عن عيون وزارة الثقافة المكلفة بحماية تاريخ المغرب من النهب والسرقة.

لا بد من إعادة النظر في الطريقة التي يتم بها التعامل مع التحف الأثرية التاريخية، حتى لا نشهد على سيناري مشابه للذي وقع لجزء مهم من قبور السعديين والأسوار التاريخية للمملكة، التي بدل أن تتم العناية بها، أصبحت تحت رحمة التشققات والمد العمراني.

تحرير من طرف حفيظة وجمان
في 07/07/2013 على الساعة 19:53, تحديث بتاريخ 07/07/2013 على الساعة 20:05