وكان الفنان الراحل عبد الباسط بن دحمان، وهو من مواليد سنة 1949 بطنجة، مولعا بالرسم منذ طفولته، حيث كان يعيد رسم لوحات ريمبراند وموريو وريبيرا.
وشجعه أحد أساتذة الفن التشكيلي، الذي انبهر بموهبته، على التسجيل في مدرسة الفنون التطبيقية قبل أن يلتحق بالمركز التربوي الجهوي بالرباط ليتم بعد ذلك تعيينه مدرسا للفنون التشكيلية بإحدى ثانويات مدينة طنجة منذ سنة 1973.
وفي سنة 1983 واصل الفنان الراحل عمله في السلك الخاص بتكوين أساتذة الفنون التشكيلية. كما كان يدير رواق (ليني آرت) الذي كان يحتضن محترفه.
ويعتبر الراحل بن دحمان، الذي يعود أول معرض نظمه لسنة 1972، من بين أبرز الفنانين المرموقين بالمغرب، إذ ظل لحقبة طويلة مغمورا قبل أن تساهم معارضه التي نظمها بإسبانيا في منحه حضورا متميزا واعترافا من لدن هواة هذا الفن خاصة بهذا البلد الأوروبي.
وتعامل الفنان الراحل عبد الباسط بن دحمان، الذي كان متأثرا بالأوبرا، مع اللوحة كسينمائي على خشبة المسرح، حيث يعالج تعابير الوجه والأشخاص بشكل يجعلها تتميز بحركية غير محدودة، كما مزج بين الألوان الساخنة والباردة حسب التعبير الذي كان يريد اقتراحه أو النمط الذي يريد فرضه.
وأولى الفنان الراحل بن دحمان عناية خاصة لملابس وديكور الأوبرا، حيث كان يعتبر العمل التشكيلي كعمل مسرحي يشخص فوق خشبة الأوبرا، وأن الفنان التشكيلي بإمكانه إدماج عدة شخوص في لوحاته مع جعل السينوغرافيا منظمة في أعماله.
وسيشيع جثمان الفنان الراحل عبد الباسط بن دحمان اليوم بعد صلاة العصر بمقبرة سيدي عمار بطنجة.