ويتوزع هذا الكتاب على خمسة أجزاء، تتناول مواضيع "محمد الخامس والصحراء" و"الحسن الثاني والقضية الوطنية" و"ملف الصحراء في عهد الملك محمد السادس" و"غوتيريس.. الأمل؟" و"تحركات البوليساريو العسكرية".
ويتألف الكتاب، الصادر باللغتين العربية والفرنسية، من 170 صفحة من القطع المتوسط، ويحتوي على صور تؤرخ لمختلف محطات الحياة السياسية الغنية لمحمد اليازغي.
وفي كلمة له في مستهل الكتاب، أبرز ججيلي، الحائز على الجائزة الوطنية الكبرى للصحافة سنة 2011، أن حلما ظل يراوده منذ نشر تحقيقه المنجز بمخيمات تندوف بالجزائر، وهو "تكميل التحقيق من خلال تجميع المعطيات لما قبل 2010، أو بالأحرى منذ فترة اندلاع النزاع حول الصحراء قبل أكثر من أربعين سنة، مرورا بأهم محطات صراعه، وصولا إلى الوضع الراهن الذي يعيشه ملف الصحراء اليوم".
وأضاف الكاتب أنه يعتبر مسؤولية متابعة هذا الملف، "الذي يهم المغرب والمغاربة بمختلف تلاوينهم"، بديهية لأنها مرتبطة بوظيفته المحورية كصحافي "واجبه الأول والأخير هو الإخبار. إخبار الرأي العام عبر نقل الأخبار والصور إليه كما هي بلا زيادة أو نقصان".
وبخصوص اختياره لإجراء حوار مطول مع محمد اليازغي، أوضح الكاتب أنه لطبيعة عمله اليومي في الصحافة يلتقي بسياسيين من مختلف الأطياف، وينسج علاقات "هنا وهناك" مع مختلف الفاعلين في مختلف المجالات، غير أنه لامس في اليازغي وسط هذا "الكم الكبير من السياسيين"'، فضلا عن كونه "بنك معلومات متفرد" كونه "ذاكرة سياسية قوية".
وقال الكاتب في كلمته إنه منذ انطلاق مسلسل تسجيل هذا الحوار المطول في ربيع سنة 2011، تأكد من أن هذا الكتاب "سيكون بمثابة وثيقة تاريخية بالنسبة للشباب، سيمكنهم من التعرف على مختلف تفاصيل اندلاع النزاع، وأيضا الوقوف على ما قام به المغرب لطي الملف، مع تسليط الضوء على الجوانب السلبية في تدبيره".
من جهته، أبرز السفير السابق للمملكة بالأمم المتحدة، خليل الحداوي، في تقديمه للكتاب أنه "بالنسبة للمغرب قضية الصحراء هي قضية مقدسة تتعلق بالوحدة الوطنية وسلامة أراضي المملكة، بقيت معلقة في الأمم المتحدة من جهة في بدايتها بسبب مراوغات القوة الاستعمارية الإسبانية، ومن جهة أخرى بسبب إقحام الجزائر نفسها في القضية".
وأضاف الحداوي أن عدة كتب نشرت عن قضية الصحراء لكنه يعتقد أن هذه أول مرة "يتصدى زعيم سياسي من حجم السيد محمد اليازغي لنشر كتاب حول الموضوع في شكل حوار، ويكشف لنا عن أحداث كان طرفا فيها كما أنه يحدثنا عن رجال، وهو منهم، كانوا في الصف الأول يدافعون على مغربية الصحراء من بداية الاستقلال".
ونوه السفير خليل الحداوي بخطوة محمد اليازغي، معربا له عن شكره الجزيل على قيامه بهذه المبادرة التي بدون شك "ستغني الحوار الوطني حول هذه القضية".