"حراك ثقافي" بالسعودية.. وهذا أول فيلم عربي يعرض في صالاتها

DR

في 20/09/2018 على الساعة 19:15

لم يشكل المشهد الثقافي استثناء عن الحركية التي يعرفها المشهد السعودي عامة خلال الفترة الأخيرة، بدليل النشاط الثقافي المكثف الذي تعرفه التظاهرات الثقافية والفنية، والحركية الملحوظة في الانتاجات الأدبية والابداعية بكل تجلياتها.

وسجل هذا "الحراك الثقافي" قفزة نوعية مهمة بعد الترخيص مؤخرا لفتح القاعات السينمائية في المملكة والسماح بمشاهدة الانتاجات السينمائية العالمية والعربية بها.

وبدأت نتائج هذا القرار تظهر للعيان من خلال الكتابات التي صاحبته سواء منها التي قاربته من الزاوية الأدبية الفنية المحضة بعد أن تم عرض أشرطة عالمية، أو تلك التي اختارت الكتابة عن الموضوع من ناحيته السياسية، وأخرى التي بدأت تتحدث عن رواج اقتصادي مرافق لمبيعات شباك التذاكر تماشيا مع التوجهات العامة للرؤية التطويرية للمملكة 2030.

وفي هذا السياق، وبعد الإعلان عن افتتاح العروض العربية بالفيلم المصري "البدلة" للمخرج محمد جمال العدل، الذي يعرض حاليا بقاعة (فوكس سينما) بالرياض، سجل المتتبعون أن النقاش الذي صاحب هذا العرض، وغيره من العروض، يرشح منه ذلك الاهتمام من لدن السعوديين بالفن السابع ومعرفتهم الدقيقة بكل التفاصيل المتعلقة بالانتاج السينمائي ، وبالخصوص العربي لما يمثله من امتداد لثقافات وعادات مشتركة، وكذا لما للسينما المصرية من وجود في الذاكرة والوجدان العربي.

وهكذا ذكر الاعلامي والكاتب السعودي محمد المزيني في هذا الصدد، أن عرض أفلام بالسينما بالمملكة بدأت منذ أكثر سنة و"شهدت إقبالا ممتازا، وعرضت عددا من الافلام الغربية، واليوم تشهد عرض أول فيلم عربي حقق إيرادات كبيرة واستحوذ على شباك مصر".

وأضاف في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن عرض هذا الشريط "ما هو إلا دليل على جودته" على اعتبار " تقديمه على غيره من الأفلام العربية بالنظر إلى أدوات الضبط والتقييم لما يقدم في صالات العرض السينمايئة السعودية".

وبرأي محمد المزيني، فإن السعودية " تتجه في سنوات الربيع الاقتصادي والثقافي، الذي انطلقت شرارته مع إطلاق رؤية 2030 والتي شملت كل أوجه الحياة، نحو مجتمع متفتح ثقافيا واقتصاديا وفنيا، وذلك ليصبح هذا المجتمع متساوقا ومتماشيا مع التحولات العالمية التي تجري فعالياتها الآن في كل دول العالم".

ويذهب الكاتب في ذات التصريح الى أن المواطن السعودي مدعو "إلى أن يدرك تماما أنه أيضا جزء من هذا التحول الذي يسمى حضارة، وأنه قادر أيضا على التحول وفق رؤى مدروسة ومؤسسة تأسيسا علميا سليما".

واعتبر أن الفن هو إحدى هذه الركائز الحضارية التي يجب أن يدخلها الإنسان من أوسع أبوابه، على اعتبار أن أنه "يتصف بخاصيتين مهمتين" تتمثل أولهما في "البعد الرؤيوي والمتخيل في المستقبل من خلال الفن وروح الفن ومتغيرات الفن الذي يستبطنها هذا الفن"، وثانيهما في "البعد الفلسفي للأعمال الفنية، من مسرح وموسيقى وسينما".

واستدرك المتحدث أن السينما في البلاد اصطدمت بجدار التحريم لسنوات طويلة معبرا عن أسفه ل"حرمان المجتمع من هذا الفن الراقي جدا والذي يحمل قيما وأبعادا ثقافية مختلفة، إلا أنه يصل عمق الانسان وتفكيره أيضا بأسرع السبل عبر البعد التخيلي". 

تحرير من طرف Le360 مع و.م.ع
في 20/09/2018 على الساعة 19:15