وتعتبر هذه التظاهرة، المنظمة بمبادرة من جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، احتفاء بذكرى عيد الشباب، امتدادا لملتقى موسيقى التراث في دوراته الثمانية السابقة (2006 – 2013).
وتميز حفل افتتاح هذه الدورة، التي أطلق عليها اسم "دورة الأستاذ الباحث عبد الرحمان الملحوني"، والتي تأتي تخليدا للذكرى ال 50 لتأسيس هذه الجمعية، بتنظيم أمسية لفن الملحون بمشاركة جوق هذه الجمعية وثلة من المنشدين والمنشدات، وكذا العازفين القادمين من كبريات الحواضر المغربية.
كما شكل هذا الحفل، مناسبة لتكريم الأستاذ الباحث عبد الرحمان الملحوني، رئيس جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، الذي أصدر عدة مؤلفات في مجال الملحون.
واعتبر المحتفى به في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن تكريم الأشخاص هو سلوك حضري، معربا عن اعتزازه بهذه الالتفاتة التي تتزامن مع مرور خمسين سنة عن تأسيس جمعية الشيخ الجيلالي امثيرد، التي تروم توثيق وتخزين تراث مراكش.
كما نوه بالمجهودات التي قامت بها الجمعية، طوال هذه السنين، من أجل المحافظة على التراث الثقافي وفي مقدمته الملحون، من خلال اصدارات وتسجيلات، وتنظيم مهرجانات ولقاءات، لتكون نماذج حية للشباب الصاعد.
من جهته، أكد المدير الفني للمهرجان أنس الملحوني، في تصريح مماثل، أن الجمعية ارتأت في جميع دوراتها تكريم مجموعة من الفعاليات التي بصمت المجال الثقافي بالكثير من أعمالها التي تضمنت تجليات وطنية عالية جدا.
وأشار إلى أن الجمعية تعتبر من المراجع المهمة جدا على الخصوص، على مستوى التوثيق والاصدارات العلمية، موضحا أن هذا المهرجان يعد مناسبة للعودة إلى ذرر الأغنية الوطنية التي كانت تتميز بمستوى النصوص الشعرية المختارة بعناية والمصحوبة بإيقاعات موسيقية متميزة.
وتتضمن فقرات المهرجان أمسيات في فن الملحون سيحتضنها قصر الباهية والمسرح الملكي ودار الشريفة بحي المواسين، ستحييها النخبة الوطنية لفن الملحون وثلة من العازفين والأصوات الملحونية القادمة من مدن مغربية متنوعة والمجموعة الموسيقية التابعة لجمعية الشيخ الجيلالي امثيرد تحت قيادة الشيخ الحاج امحمد بن عمر، إلى جانب مشاركة أزيد من مائة ممارس لفن الدقة المراكشية، يمثلون أجود وأمهر فناني المدينة الحمراء في هذا التراث الأصيل، والحضرة الشفشاونية والحضرة العيساوية، مع كل من مجموعة ارحوم البقالي للحضرة الشفشاونية، ومجموعة الطائفة العيساوية المراكشية برئاسة المقدم يوسف الصريدي.
وستعرف هذه التظاهرة، أيضا، تكريم الفنان القدير محمد الدرهم والشيخ الحاج امحمد بن عمر، بمعية عازف العود الفنان عبد الجليل هشكاري، وأحد رموز الميازين الشعبية المراكشية، المعلم الكناوي عبد الكبير مرشان، الملقب بالأشهب، كما سيتم استحضار روح أحد الشخصيات المراكشية الشهيرة الحاج محمد الشماع الملقب بالنكر.
ويتضمن برنامج هذه التظاهرة، أيضا، أنشطة ثقافية وتربوية تتمثل في معرض اللوحات التشكيلة الموثقة لبعض رموز الثقافة والفن بمراكش والمغرب بمتحف التراث اللامادي بساحة جامع الفنا، وندوة المهرجان بشراكة مع جمعية الكتاب، وهي عبارة عن قراءات، وأبحاث، وشهادات في حق المحتفى به الأستاذ عبد الرحمان الملحوني، وقد تم جمع وطبع أعمال هاته الندوة في مؤلف جماعي من 700 صفحة.
وتحمل هذه الندوة عنوانا يعكس العناية بفن المحلون والثقافة الشعبية في أسرة مراكشية لأكثر من 100 سنة "من شيخ أشياخ مراكش الحاج محمد بن عمر الملحوني ـ 1891 / 1972 ـ إلى الأستاذ الباحث عبد الرحمان الملحوني" .
كما ستقام أمسية لفن الملحون والميازين الشعبية المراكشية، على شكل احتفالية بذكرى عاشوراء، مهداة لفائدة نزلاء دار الحياة، وذلك صبيحة يوم الجمعة 14 شتنبر الجاري بمقر هذه المؤسسة الاجتماعية.