تظاهرة تُجسد فيها مجموعة من الظواهر السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية التي يتميز بها المجتمع المغربي في أشكال فرجوية متنوعة.
واعتبر سعيد أبودرار، رئيس اللجنة التنظيمية لمهرجان "بوجلود، بيلماون" بجماعة أكلو، هذه الظاهرة حاضنة لأشكال فرجوية عديدة بالمنطقة، مما دفع بشبابها إلى تنظيم هذا المهرجان مع التشديد على تحقيق الأهداف المسطرة المتمثلة أساسا في ادخال الفرحة والبهجة لقلوب الساكنة المحلية.
ومن جانبه، أكد عبد الله أبودرار، الأستاذ الباحث والمهتم بالتاريخ والتراث والتنمية، أن ظاهرة "بوجلود ضاربة في التاريخ وترجع إلى ما قبل الإسلام، إذ تتواجد بكل مناطق شمال افريقيا إلى جزر الكناري، ولها عدة أدوار من بينها نقد الواقع السياسي والاجتماعي والثقافي، وكذلك نقد بعض الممارسات المشينة والسلبية كالتحرش والطلاق وغيرها من المشاكل التي تتسبب في التفكك الأسري.
ويضيف أبودرار، أن بوجلود يساهم أيضا في ترسيخ التعاون والتآزر بين الساكنة، مشيرا إلى التطور الذي رافق الظاهرة، حيث انتقل الأمر من ارتداء وصنع الأقنعة من جلود الأضاحي بشكل بسيط إلى صنع أقنعة من البلاستيك وغيرها من المواد المتطورة، مؤكدا أن أسطورة "بيلماون" ترتبط بعادات وتقاليد المجتمع المغربي المتراكمة منذ القدم.
الفاعل الجمعوي، عبد الرحمان الراضي، طالب بحماية هذا الموروث الثقافي من الأصوات المعادية له والتي تحاول النيل من سمعته وتاريخه العريق لأسباب غير منطقية، مؤكدا أن "بوجلود" ظاهرة جمالية ترتبط بعادات وثقافة المغرب، وتوحي بمجموعة من الأشياء كطريقة العيش وكيفية التعامل والتفاعل مع الطبيعة.
ونوهت الساكنة في تصريحات مختلفة لـle360، بمجهودات القائمين على هذا المهرجان الذي يسعى لإحياء ظاهرة كانت قاب قوسين أو أدنى من الاندثار بالمنطقة، معتبرة هذه الخطوة من الأمور المتطلبة من أجل إعادة إرث تاريخي يساهم في ترسيخ أواصر التضامن والتآخي بين ساكنة الدواوير.