ويحكي هذا الشريط الطويل قصة تدور أطوارها في مدينة الدار البيضاء، حيث ترتبط مصائر خمسة أشخاص دون علم منهم، من خلال وضعيات مرتبطة بإشكاليات معاصرة وعالمية. ويجمع هذه الشخصيات قاسم مشترك، يتمثل في البحث عن الحرية.
وتتحرر الشخصية الرئيسية في الشريط، سليمة، من الوصاية الأبوية، وخاصة في مشاهد تصور نساء مستعدات للدفاع عن حقوقهن. وتتمحور حبكة الشريط حول حكايات متقاطعة لشخصيات أخرى، تريد كل واحدة منها التخلص، بطريقتها الخاصة، من القيود الاجتماعية.
وعرض شريط "غزية"، الذي أدى الأدوار الرئيسية فيه، على الخصوص، كل من أمين الناجي وعبد الإله رشيد ودنيا بنبين وعبد الله ديدان والسعدية لديب، لأول مرة سنة 2017 ، في افتتاح مهرجان تورنتو الدولي السينمائي.
أما فيلم "حمى" فيقدم تحليلا للعلاقات الاجتماعية استنادا الى قصة طفل صغير ستنقلب حياته رأسا على عقب يوم دخول والدته الى السجن وإبلاغها المصالح الاجتماعية وإبنها نفسه أن لهذا الأخير أب لا يعرفه ويتعين أن يقضي حياته معه طيلة تواجدها خلف القضبان.
وسيكتشف الابن ، العنيف والحساس في آن واحد، أنه والده، الذي يعيش مع أجداده بالضواحي الباريسية في نوازي-لوسيك، يعاني من الاكتئاب.
ويحكي فيلم "وليلي" (107 دقيقة) عن قصة حب انتهت بالزواج بين حارس يدعى عبد القادر، ومليكة، الخادمة المنزلية، اللذين يطمحان إلى الاجتماع تحت سقف واحد يؤويهما بالرغم من الصعوبات المادية، قبل أن يتعرض الزوج للإهانة خلال حادث عنيف سيغير مسار حياته.
وبحسب المنظمين، فإن الدورة ال 13 للمهرجان تعكس الاهتمام الذي يوليه الجمهور البرازيلي للسينما العربية.
وترمي هذه التظاهرة الى تسليط الضوء على التقارب الثقافي بين البرازيل وأمريكا اللاتينية والعالم العربي من خلال نسج روابط فنية بين الثقافات والتاريخ.
وتقترح هذه الدورة 23 فيلما و 54 شريطا حصدت جوائز بعدد من المهرجانات والتظاهرات الدولية.
وقالت ناتاليا كالفات، من اللجنة المنظمة، إن الأفلام المشاركة في المهرجان تصور العلاقات الاجتماعية والثقافية في العالم العربي من خلال أبعاد انسانية تسلط الضوء على المآسي الانسانية وتكسير الصور النمطية.
وتشكل الهجرة والحوار الثقافي ومآسي اللجوء والنفي والتعاطف الانساني والعوالم المتباينة والروابط الثابتة والتبادلات الخيط الناظم للدورة الحالية من المهرجان.
ويقترح هذا الأخير، الذي ينظمه معهد الثقافة العربية، بالشراكة مع المركز الثقافي بانكو دو برازيل، وبتمويل من الغرفة العربية-البرازيلية للتجارة، العديد من الأشرطة الوثائقية من ضمنها "فلسطين البرازيلية" للمخرج عمر باروس فيلهو و "مذاق الخراسانة" للمخرج السوري زياد كلثوم.
وفضلا عن الأفلام والأشرطة التي تتوزع على عدة فئات، تشمل هذه التظاهرة الثقافية تنظيم موائد مستديرة ومعارض فنية ولقاءات مع عدد من المخرجين.