وحرصت صبا مبارك على متابعة الفيلم مع الجمهور، الذي يرصد حياة اللاجئين السوريين، إذ يروي قصة لجوء فتاتين للهجرة، وهما مريم وابنة جارتها لينا ذات العشر سنوات، مصحوبات بأخت هذه الأخيرة الرضيعة، حيث يصور الفيلم كيف انتقت حياتهن من مواطنات إلى مشردات علئ طرقات إسطنبول.
وصرحت مبارك لـle360، أن هؤلاء الممثلين هم مشردون فعلا، هربوا من ويلات الحرب وشاركوا في كتابة السيناريو، حيث تطلب مشروع الفيلم سنتين لإنجازه فيما تم اختيار المشاركين من بين ألفي شخص.
وأضافت النجمة الأردنية أن والدتها لاجئة فلسطينية من عرب 48، لذلك تشعر بمعاناة هؤلاء اللاجئين، وأن كتابة سيناريو الفيلم كان تمرينا صعبا لأنه يروي قصصا حقيقية، إذ حكى الممثلون المشاركين والذين هم في الأصل لاجئون، ويلات الهجرة وأعادوا إحياءها وتمثيلها.
وتابعت: "ذرفنا الدموع ونحن نكتب الفيلم، ولينا بطلة الفيلم قصة أخرى، فقد رأت والدها يتلقى رصاصة في رأسه، وعندما سألتها ماذا تريدين الآن؟ ردت: أريد مثلجات، فبعيدا عن السياسة ومشاكلها فهم يريدون فقط الحياة".
وحصد الفيلم بعد عرضه ردود أفعال رائعة، حيث صفق الجمهور التونسي والأجنبي الذي حضر لمشاهدته بشدة. وصرحت ناتاشا وهي سويدية مقيمة بتونس أن "الفيلم دعوة لمساءلة إنسانيتنا التي نفقدها كل يوم بمشاهدة مأساة هؤلاء دون التفكير في مساعدتهم"، فيما قالت خديجة، وهي شابة في 16 من العمر، إن أكثر لقطة أثرت فيها كانت اللقطة التي تحمل فيها لينا أختها الرضيعة تحت شتاء اسطنبول وتقول لسائقي السيارات لا أريد مالا، أريد فقط علاج أختي، فهذا المشهد يبعث في الحياة مشهد كل سوري التقيته هنا في الاشارات الحمراء، يطلب المساعدة أو الصدقة.
وفاز فيلم «مسافر» بجائزة أفضل فيلم روائي طويل وجائزة أفضل مونتاج في المسابقة القومية للأفلام الروائية الطويلة بمهرجان البوسفور السينمائي، والذي شهد العرض الثاني للفيلم في تركيا، بعد عرضه في مهرجان أنطاليا السينمائي الذي فاز فيه بجائزة الجمهور.
وشاركت صبا مبارك في العديد من الأنشطة الإنسانية المرتبطة باللاجئين، وحضرت احتفالية مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين حيث ألقت خطابا استعرضت فيه أزمة اللاجئين في العالم العربي والمواقف الإنسانية التي تعرضت لها أثناء تصوير الفيلم.