يختتم السبت مهرجان كان السينمائي، وكثرت التكهنات حول الفائزين المفترضين بالسعفة الذهبية. يقال إنه خلال العقدين الماضيين حصدت الأفلام التي عرضت في نهاية السباق جوائز المهرجان الكبرى.
لقي فيلم "كفر ناحوم" لللبنانية نادين لبكي حول المهمشين في بلادها ترحيبا واسعا، إذ وقف الحاضرون بقاعة العرض ليصفقوا مدة ربع ساعة كاملة. وبعد العرض، ملأت الدموع عيون رئيسة لجنة التحكيم كايت بلانشيت الملتزمة بالدفاع عن حقوق المرأة. فهل تكون السعفة الذهبية هذا العام من نصيب امرأة ؟ يستبعد العديد أن تحصل عليها الفرنسية إيفا هوسون عن فيلم "بنات الشمس" حول المقاتلات الكرديات، إذ إنه خيب الكروازيت، لكن تبقى نادين لبكي والإيطالية أليس روهفاشر بفيلمها الرقيق "سعيد مثل لازارو" وفيرتي الحظ في نيل الجائزة المنشودة.
وكانت هذه النساء الثلاثة الوحيدات المشاركات في المسابقة الرسمية من أصل 21 مخرجا. وفي حال فازت نادين لبكي بالسعفة الذهبية، تصبح أول امرأة عربية تحرزها. وإلى جانب لبكي، كان المصري أبو بكر شوقي العربي الثاني الذي قدم فيلمه الأول "يوم الدين" في النسخة الـ71 لمهرجان كان.
كما دخل الروسي سيرغي دفورتسيفوي السباق في يومه الأخير بفيلم "أيكا"، وهي عاملة فقيرة من كازاخستان تضطر إلى العمل في موسكو لتسديد ديونها. تضع أيكا مولودا سرعان ما تتركه في المستشفى وتهرب حتى لا تخسر عملها، في ظروف قاسية وتحت عاصفة ثلجية، تتعرض أيكا التي نراها عبر كاميرا محمولة لشتى أنواع الاستغلال والابتزاز والتهديد من أرباب العمل والشرطة. فحتى في عيادة الطبيب البيطري الذي تنظف أيكا مكتبه، تعامل الحيوانات أفضل من البشر. من الواضح أن في "أيكا" انتقادا لروسيا "مونديال كرة القدم" التي تهضم فيها حقوق العمال لا سيما الأجانب الذين بطلت صلاحية تراخيص إقامتهم.
فهل يفوز دفورتسيفوي بإحدى الجوائز تكريما للوحته عن غلبة الأمومة وصمودها أمام بطش الأقدار؟ أم يفوز بها الروسي الثاني في المسابقة وهو كيريل سيريبرينيكوف بفيلمه "الصيف"، وهو قيد الإقامة الجبرية في موسكو؟ و"الممنوع الآخر" من السفر هو الإيراني جعفر باناهي الذي يبدو أيضا من بين الأوفر حظا للحصول على إحدى الجوائز الكبرى عن فيلمه الرائع والذكي "ثلاثة وجوه".