" خلاكة "، عمل مسرحي جديد يغوص في أعماق الثقافة الحسانية ويحاول إبراز بعض من ورافدها وتنوعها من خلال النبش في غناها، وذلك من خلال نص الذي يرحل بالصراع إلى عمق الصحراء في أجواء العزيب عازلا بذلك شخصيتي المسرحية في مواجهة موقف صعب للغاية يتمثل في وضع حد لطفلهما الذي يتأرجح بين الحياة والموت.
صيغ النص باللهجة الحسانية في صيغتها البسيطة من أجل تحقيق أحد أهداف هذا العمل والمتمثل في إشعاع هذه اللهجة على الصعيد الوطني، ليجد فيه المخرج مساحات قابلة للملأ فتعامل مع أحداث النص العبثية بشكل مضاد لما عليه مما سيمنح توازن غير منطقي في التفاعل مع الأحداث من طرف الشخصيتين.
كما أنه اشتغل على جانب الجسد والحركة والفعل لإبراز باقي خفايا سطور النص، في حين عملت سينوغرافيا العرض على المستوى الطبيعي الذي هو الآخر واحد من مكونات هذه الثقافة من أجل تشكيل ذلك الحاجز الذي سيوحي بالعزلة عن بقية العالم، هذا و سيتم إنتاج موسيقى خاصة بالعرض مستلهمة من الموسيقى الحسانية وبرؤية وتوزيع جديدين.
وعمل فريق العمل الذي يتشكل من خريجي المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بما فيهم بعض من أبناء المناطق الصحراوية، والذين تخرجوا من هذا المعهد على إعداد هذا المشروع داخل مناخ التجارب المسرحية المعاصرة على الصعيد الوطني لكي يضمن إشعاعا أكبر للثقافة الحسانية.
المسرحية من إخراج أمين غوادة فما يقوم بتشخيص المسرحية الفنانين الشابين خديجة زروال وأحمد باحدا وتعود سينوغرافيا العمل لعبد الحي السغروشني، الموسيقى من توزيع ياسر الترجماني، المحافظة العامة أحمد بن ميمون والملابس لريم البخاري، يبقى نص المسرحية وإدارتها الفنية ليوسف التويجر.