هل ستفوت إسبانيا مسرح "سيرفانتيس طنجة" للمغرب لإعادة تأهيله؟

DR

في 17/12/2017 على الساعة 09:00

في الوقت الذي ينتظر فيه ان تكون سنة 2018 سنة الحسم لدى السلطات الاسبانية في مسالة تسليم مسرح "سيرفانتيس" التاريخي بمدينة طنجة من عدمه إلى السلطات المغربية بغية اصلاحه، ما يزال الغموض سيد الموقف في هذه المسالة لأسباب متعددة.

وقالت مصادر خاصة لموقع le360 ان المسألة ستكون مصيرية وستحدد ما اذا كانت الجارة اسبانيا ستفوت المغرب هذا الصرح الثقافي ام لا.

وتشير معطيات وصفت بالسرية، وكشفت عنها مصادر خاصة لموقع le360، إن تقريرا "أسود" سلم مؤخرا للمسؤولين الاسبان بكل من طنجة والرباط، ومن خلاله جرى رصد العديد من الاخطاء والخروقات في مجال الترميم والاصلاحات التي تقوم بها شركات خاصة بناء على دفتر تحملات تسلمته من سلطات مدينة طنجة لإعادة تأهيل وترميم عدد من المآثر التاريخية بالمدينة من بينها أسوار المدينة القديمة وفيلا هاريس وواجهة ميناء طنجة المدينة.

ورصد التقرير حسب مصادرنا المشاكل العديدة التي طالت عددا من البنايات خصوصا التاريخية منها، والتي لم تفعل السلطات مسالة تأهيلها وإعادة ترميمها وإنما عملت على هدمها أو هدم أجزاء منها على غرار ما حدث بفيلا هاريس، التي توقفت الاشغال بها رسميا، الى جانب عدد من المباني التاريخية الاخرى توجد غالبيتها بالمدينة القديمة، بالخصوص نفق تاريخي ممتد من القصبة الى ميناء طنجة المدينة، وسجن تاريخي وعدد من الماثر الاخرى.

التقرير حسب مصادرنا، يرتقب ان تعتمد عليه سلطات مدريد في اعادة النظر في مسالة تفويت مسرح سيرفانتيس من عدمه الى المملكة المغربية، بالنظر الى المشاكل التي تعرفها عدد من الماثر التاريخية التي سلمت لشركات في إطار مشروع طنجة الكبرى قصد ترميمها وهي الماثر التي جرى هدمها عوض ترميمها وهو الامر الذي سيشكل نقطة تحول في الموقف الاسباني، يقول مصدرنا، والتي سبق وان الحت ان مسالة تفويت مسرح سيرفانتيس الى المغرب سيكون من اجل اعادة ترميمه كما هو وليس هدمه واعادة بناءه.

تبقى الاشارة الى مشكل ترميم بعض المآثر التاريخية بمدينة طنجة والتي تم تفويت الاشغال بها الى بعض الشركات وووجه بانتقادات شديدة، قد تؤثر سلبا على ملف تصنيف طنجة كتراث عالمي من قبل منظمة اليونيسكو خصوصا بعد اشغال هدم اجزاء كبيرة من فيلا هاريس مؤخرا والتي فوتتها ولاية طنجة لإحدى الشركات الاسبانية، قبل ان تعمل على توقيف اشغالها لأسباب مجهولة بقرار من والي طنجة محمد اليعقوبي بعد زيارة لجنة خاصة، بينها مسؤولون بمنظمة اليونيسكو، والتي لاحظت اثار هدم جزء كبير من الفيلا التاريخية التي أمر الملك محمد السادس بإعادة ترميمها قبل سنوات.

نشير ايضا إلى أن مسرح سيرفانتيس الذي بني عام 1913 من طرف مهاجرين اسبان، كان يعد لسنوات طويلة أكبر مسرح في قارة إفريقيا بقدرة على استيعاب 1400 شخص، وهو من البنايات الثقافية الشهيرة في طنجة التي مر على وجودها أزيد من قرن من الزمن، وقد تعرض المسرح للإهمال بعد سنوات من نهاية العهد الدولي لمدينة طنجة سنة 1958.

تحرير من طرف سعيد قدري
في 17/12/2017 على الساعة 09:00