وذكرت يومية "الصباح" في عددها ليوم الإثنين 11 شتنبر، نقلا عن مصدر مهني أن اختفاء المقررات المدرسية الخاصة باللغة الفرنسية والتربية الإسلامية أمر مرتبط بتأخر إفراج مديرية المناهج بوزارة التربية الوطنية عن المقررات المنقحة.
وتم تسليم المقررات المختفية للناشرين خلال الفترة بين 10 غشت الماضي و20 منه، أي قبل أيام فقط من انطلاق موسم الدخول المدرسي، علما أن طباعة الكتب تستغرق فترة طويلة خصوصا وأن العملية تتم دفعة واحدة، إذ تعجز المطابع المحلية عن تلبية الطلب، ليلجأ الناشرون إلى الخارج من خلال الاستعانة بخدمات مطابع في اسبانيا وفرنسا وإيطاليا.
وأشار مصدر "الصباح"، إلى أن بعض الناشرين لجأوا إلى خدمات مطابع في الصين، منبهين إلى أن التأخر في الإفراج عن المقررات المنقحة يظل السبب الرئيسي وراء اختفاء المقرر المدرسي من المكتبات، معتبرا أن طبع كميات قليلة من بعض المقررات يربك عملية التسويق، مشددا على تلقي الكتبيين وعودا من الناشرين بعودة بعض الكتب إلى السوق، ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل، بعد توصلهم بمعطيات حول حجم الخصاص منها، عبر الموزعين الكبار.
ونبه عبد الأحد القريشي الإدريسي، نائب أمين مال الجمعية المغربية للناشرين، إلى أن معدل استغلال المطابع الوطنية يصل إلى الذروة خلال موسم الدخول المدرسي، إلا أن هذه القدرة الإنتاجية تظل غير كافية، ما يجبر أغلب الناشرين إلى الإستعانة بخدمات مطابع اسبانيا وإيطاليا وتونس، لغاية طبع العدد المرغوب في الوقت المحدد، خصوصا وانهم يعيشون تحت الضغط خلال فترة زمنية قياسية، بسبب عدم توصلهم بالمقررات المنقحة من مديرية المناهج بشكل مبكر.
وأردفت اليومية، إلى أن الدخول المدرسي الجديد 2017-2018 شهد تعديلا لمقررات التربية الإسلامية للسنة الثانية على التوالي، الأمر الذي تسبب في تأخير طبعها وعرضها في السوق، علما أن التعديل الجديد، يستند إلى خصوصية المعرفة الإسلامية المستمدة من القرآن الكريم والسنة النبوية ووحدة العقيدة وفق مقاربة تتجاوز الخلافات الكلامية وتربط المتعلم بالأبعاد العملية للإعتقاد السليم المؤطر لسلوكه وقيمه وتفاعله مع الغير، بالإضافة إلى وحدة المذهب الفقهي، المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني على طريقة الجنيد، ومبدأ تأصيل المفاهيم الشرعية إنطلاقا من المرجعيات الشرعية.
وتروم المناهج الجديدة، تشير الجريدة، إلى ضمان تشبع المتعلم بقيم الدين الإسلامي واعتزازه بهويته الدينية والوطنية، ومحافظته على تراثه الحضاري، والتحصين ضد كل أنواع الاستلاب الفكري والانفتاح على قيم الحضارة المعاصرة في أبعادها الإنسانية، وكذا الإلمام بقيم الحداثة والديموقراطية وحقوق الإنسان المنسجمة مع خصوصيته الدينية والوطنية والحضارية.