وأوضح غلاب، في مداخلة خلال أشغال منتدى (حركية المجتمعات .. شباب العالم)، المنظم في إطار الدورة ال 16 لمهرجان كناوة وموسيقى العالم، أن هناك اليوم "فضاءان يديران الظهر لبعضهما، في حين سيكون من المفيد تحقيق التكامل بينهما في إطار من المساواة"، ويتعلق الأمر بحركات الشباب المتسمة بالدينامية من جهة، التي استطاعت التأثير على سير الأمور والتي ترفض النمط التقليدي للتنظيم السياسي، ومن جهة أخرى الأحزاب السياسية التي لم تنجح بعد في تفعيل خطابها حول إدماج الشباب في الحياة السياسية، وذلك أساسا نظرا للمقاربة الأبوية التي تنهجها.
واعتبر غلاب أن الأحزاب السياسية في حاجة إلى القدرة على التعبئة التي تمتلكها حركات الشباب، فضلا عن الدور الحيوي للقنوات الجديدة للتواصل التي يتفاعل من خلالها الشباب.
أما حركات الشباب، يضيف غلاب، التي تبحث عن مكانة لها في إطار تسيير الشأن العام، وأن تصبح فاعلا ناشطا في الحقل السياسي، فتنقصها الهياكل الكفيلة بتمكينها من الاندماج في هذا الحقل، مسجلا أن انعدام القيادة يعيق عمل هذه الحركات، خاصة على مستوى اتخاذ القرار والتسيير.
كما اعتبر غلاب، في تحليله للتطورات التي شهدتها الساحة السياسية الإقليمية والعالمية، أن الهيئات السياسية التقليدية، التي تضطلع بدور الوساطة في الحياة العمومية، يجب أن تتهيأ للتخلي عن دورها السياسي، نظرا للثورة الرقمية التي يمكن أن تسفر في المستقبل عن "ديمقراطية رقمية مباشرة".
وتطرق غلاب أيضا إلى قرب إحداث مرصد للعمل البرلماني، في إطار شراكة مع جمعيات الشباب، وإرساء هيئة تضم الشباب البرلمانيين وتشكل صلة وصل بين المجلس وباقي هيئات الشباب.
وناقش المشاركون في أشغال هذا المنتدى، المنظم بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، والذي يختتم غدا الأحد، بشأن نسبية مفهوم الشباب والمطالب الجديدة للشباب التي تتجاوز الجانب السوسيو-اقتصادي، للتداول بشأن قضايا الحرية والكرامة ومكافحة الرشوة، فضلا عن النظرة التي يحملها الشباب عن السياسة والمؤسسات التقليدية السياسية.