وشارك هؤلاء المدعوون الذين يمثلون بلدانا من ضفتي المتوسط في حفل اختتام الدورة التي أقيمت تحت شعار "دبلوماسية المائدة في حوض البحر الأبيض المتوسط.. وصفات زرياب"، حيث تميز الحفل بعرض وتذوق المنتوجات المحلية بجهة فاس-مكناس وبروائع فنون الطبخ لهذه البلدان.
وتبادل المشاركون تحت خيام أقيمت في الهواء الطلق قرب صفرو، قضايا مرتبطة بالثقافات المتوسطية، قبل الاستمتاع بأهازيج أمازيغية أتحفت بها فرق فلكلورية بالجهة.
وصرح لوكالة المغرب العربي للأنباء رئيس المجلس الإقليمي لصفرو امحمد ازلماط بأن المهرجان الذي اختتم أمس الأحد، شكل تعبيرا فنيا على أعلى مستوى، وأيضا ملتقى اجتماعيا وثقافيا مكن من تبادل الأفكار بين مختلف المشاركين.
واعتبر السيد سعيد الزرهوني المسؤول عن القسم الاجتماعي لإقليم صفرو ، من جهته ، أن هذا الموعد فرصة مواتية لإخراج المنطقة من ركودها، وتثمين المنتوجات المحلية للجهة، فضلا عن تبادل التجارب في مجال الطبخ.
وتمحورت عروض الدورة حول عادات الطبخ بإسبانيا في علاقتها بالتقاليد اليهودية، وبفرنسا والموروث الأمازيغي، وكذا بإيطاليا والمؤثرات العربية-الأندلسية، حيث عرف مختلف المشاركين وهم طباخون وباحثون وكتاب في المجال ، ، على مدى ثلاثة أيام ، بأصناف وأسرار الطبخ في البلدان الثلاثة وفي العالم.
وحسب المنظمين، فإن المهرجان يقوم على تصور مطبوع بالأصالة يضع فنون الطبخ في صلب الحوار والتبادل الثقافي، مضيفين أنه أصبح موعدا سنويا في زمن ربيعي يجمع مختلف الثقافات المتوسطية والثقافات المشتركة حول "مائدة مستديرة"، غايتها الفضلى خلق حوار بين ضفتي المتوسط.
ويرتكز هذا الحوار والتلاقي وتقاسم الخبرات والتجارب بين الطباخين المتخصصين بالمغرب وبلدان الحوض المتوسطي خلال المهرجان، على استلهام ما خلفته رحلات الفنان الكبير زرياب، مؤسس الموسيقى الأندلسية والذي راكم إبداعات وعادات غنية ومتنوعة في فنون المائدة والطبخ لا تزال نكهتها حية إلى اليوم.
ويروم المهرجان بالأساس الاحتفاء بالثقافات المتوسطية وبخصوصياتها ومكوناتها خاصة في مجال فن الطبخ وأسرار المائدة، وذلك بهدف تثمين الموروث التاريخي والحضاري لضفتي المتوسط والاحتفاء بالمشترك بين هذه الثقافات مع تكريس حوار عميق وبناء بين مختلف أبناء الضفتين.