ويعتبر هذا المهرجان، الذي تنظمه مؤسسة الثقافة والتربية بالوسائل السمعية البصرية، واحدا من الملتقيات السينمائية الوطنية المخصصة حصريا للأفلام الوثائقية الجديدة، إذ أصبح المهرجان مع توالي دوارته مرجعا لعشاق ومحترفي هذا النوع من الإبداع السينمائي في المغرب، وكذا في منطقة جنوب المتوسط.
وأفاد بلاغ للجهة المنظمة بأن المهرجان سيعرف مشاركة خليط من الأعمال المتشكلة من أربعين فيلما من توقيع مواهب صاعدة، إلى جانب نخبة من المبدعين السينمائيين من ذوي التجربة الذين يمثلون 25 بلدا من مختلف أنحاء العالم.
وسيكرم المهرجان في دورته التاسعة السينمائي والاثنوغرافي جان روش، الذي يعد واحدا من أهم المخرجين في تاريخ السينما حيث أنجز أكثر من 100 فيلم، ويحتفل العالم بمئوية ميلاد هذا المبدع الذي أثرى الخزانة السينمائية العالمية.
كما سيتيح المهرجان للجمهور المغربي الفرصة ليكتشف أعمال جان روش، باعتباره أحد الرواد في مجال السينما المباشرة، وذلك من خلال عرض 10 أشرطة صورها في كل من النيجر ومالي وكوت ديفوار، وذلك خلال الفترة الممتدة من خمسينيات إلى ثمانينيات القرن الماضي.
ويضيف البلاغ، أن السينما الإفريقية حاضرة بقوة ضمن فعاليات الدورة التاسعة لمهرجان "فيدا دوك"، من خلال عرض عدد كبير من الأفلام من ضمنها أعمال من توقيع مبدعين من مالي الجزائر، سبق لهما أن استفادا من الدعم الذي يقدمه المهرجان لتشجيع المواهب السينمائية الصاعدة سواء في المغرب، أو في المنطقة المغاربية، أو في دو ل إفريقيا جنوب الصحراء.
وتواصل الدورة التاسعة للمهرجان انفتاحها على تلامذة المدارس، وطلاب مؤسسات التعليم العالي، فضلا عن الجمهور الواسع، وذلك من خلال تنظيم لقاءات وعروض متنقلة في عدد من مناطق جهة سوس ماسة من ضمنها على الخصوص منطقة أمسكروض (أكادير)، وسبت الكردان (إقليم تارودانت)، وتزنيت، وتافراوت وطاطا.
ووفقا للمصدر ذاته، فستكون دورة 2017 فرصة لمواصلة مبادرته المتعلقة بإعداد ومواكبة مشاريع الأفلام الوثائقية عن طريق تنظيم ورشة "الإنتاج في الجنوب: أكادير والصحراء الكبرى"، وذلك بشراكة مع مهرجان "القارات الثلاث" الذي تنظمه مدينة نانت الفرنسية.
وستتيح هذه الورشة لـ12 مخرجا صاعدا، ممن لديهم مشاريع أشرطة وثائقية طويلة، من المغرب ومن دول جنوب الصحراء الكبرى، كيفية تعلم استعمال تقنيات وأدوات الإنتاج السينمائي، وهذا ما سيكرس قوة وتوجه المهرجان نحو القارة الإفريقية.