وعرف المحتفى به طوال مساره الجامعي والنضالي والسياسي بعمقه الفكري وبحثه المستمر عن التفاصيل التي تؤدي إلى الإصلاح والتغيير، كما أنه آمن بالإصلاح والتغيير وفق رؤية مجتمعية وبروح الأخلاق السياسية.
وفي هذا الإطار، قال الأديب ووزير الثقافة الأسبق محمد الأشعري، إن محمد جسوس آمن بأن التغيير يبدأ من معرفة الواقع، وأن البحث في المجتمع عنصر أساسي للعمل السياسي، وأنه يدعو في كل المجالس إلى فهم ميكانزمات السلطة من خلال عدة قضايا، وكانت محاضراته ونضالاته مدخلا لممارسة السياسة بشكل مختلف تحترم ذكاء الناس.
واعتبر محمد الأشعري في كلمته في حق المحتفى به أنه يؤكد أن الاختيارات ينبغي أن تبنى على المعرفة وبلاغة الواقع، مشيرا إلى أنه باعتباره من رواد النضال الميداني، جسد نموذج المثقف في المدينة، وأنه يمتلك حسا نقديا نفاذا وقدرة على تعبئة الطاقات.
من جهته، أبرز الأستاذ الجامعي كمال عبد اللطيف أن محمد جسوس كرس حضوره الأكاديمي بنوع من التصدي لأسئلة المجتمع المغربي، مؤكدا أنه يتسم بتنوع وخصوبة عطائه مدرسا وباحثا، وأن اسهاماته غير المعلنة غزيرة وخاصة حين إشرافه على أطروحات وبحوث جامعية.
واعتبر عبد اللطيف أن جسوس كاتب مدقق في لحظات انخراطه في التفاعل مع محاور درسه، وهو منخرط في المجال السياسي، ويتمتع بالحضور الفاعل والمنتج في الجامعة وفي الملتقيات الأكاديمية.
من جانبه، اعتبر الكاتب والسياسي الفلسطيني المقيم بالمغرب واصف منصور محمد جسوس نموذجا للعالم والإنسان، مشيدا بالاحتفاء " بهذه الأيقونة والهرم الشامخ".
ودعا واصف منصور، بالمناسبة، إلى ضرورة الإسراع في نشر دراساته وأبحاثه التي لم تجد طريقها للنشر لأن "الثقافة الشفوية رغم أهميتها تكتسي جمالا أكثر إذا دونت ونشرت".