ويمكن القول إن قصة “لالالاند” لا تحمل في حد ذاتها الجديد، فهو يحكي حياة شاب وشابة موهوبين، جمع بينهما الحب وفرقهما الطموح، كما أن السيناريو كان وفيًا لمراحل الكتابة الدرامية، بالتمهيد ثم الذروة فالحل.
ولكن كاتب السيناريو وهو نفسه المخرج، أفسح لخياله مجالاً واسعًا في تصور المشاهد وإخراجها، فقدم الكثير منها بصورة فنية جديدة ومبتكرة، ووظف لخدمتها كل التقنيات الحديثة، كما هو الحال بالنسبة للمشهد البديع الذي تم تصويره داخل مرصد “غريفيث”.
كما كان للموسيقى أثر السحر على الفيلم، سواء الموسيقى التصويرية أو معزوفات الجاز، أو الأغاني الراقصة التي عوّضت الحوار الكلاسيكي في الكشف عن الشخصيات والأحداث، وهو أسلوب يعيد المتلقي إلى سينما الثلاثينيات، التي مثلت العصر الذهبي للكوميديا الاستعراضية، وتطلب ذلك من البطلين تمارين طويلة وشاقة، حتى أن مدرب الممثلة “إيما ستون” أكد في تصريحاته أنها كانت تقوم برفع الأثقال، ليكتسب جسمها الليونة و الرشاقة المطلوبتين.
وإذا كان الفيلم يدلنا على مكان الأحداث، في لوس أنجلس، فهولا يحدد زمانها، فالأزياء الكلاسيكية ذات الألوان الزاهية تعود لموضة الستينيات وما قبلها، لكن الهاتف المحمول حاضر، وبدل تحديد الأشهر والسنوات، تدور القصة خلال الفصول الأربعة، وتتحول البطلة إلى نجمة بعد 5 سنوات، وكأننا نتحدث عن كل قصص الحب في كل الأزمان.