بالفيديو: لتفادي شغب الملاعب.. هذه كواليس تأمين مباريات كرة القدم بالمغرب

هكذا تتصدى العناصر الأمنية لظاهرة شغب الملاعب

في 20/05/2023 على الساعة 14:07

فيديوأعادت الأحداث التي شهدتها المباريات الأخيرة للأندية الوطنية ظاهرة شغب الملاعب إلى الواجهة.

تخريب التجهيزات الرياضية بالمركب، تبادل العنف، الاعتداء على العناصر الأمنية ورجال القوة العمومية، وتكسير زجاج السيارات، كلها أحداث باتت ترخي بظلالها على السير العادي للمنافسات بل وتفسد طعم الفرجة وتحوله في كثير من الأحيان إلى كابوس. فكيف تتصدى العناصر الأمنية لهذه الآفة المجتمعية؟

رافقنا عناصر المديرية العامة للأمن الوطني، مساء السبت 13 ماي الجاري، خلال استعداداتهم لتأمين مباراة فريق الوداد الرياضي وصن داونز الجنوب إفريقي، برسم ذهاب نصف نهائي دوري أبطال إفريقيا، بمركب محمد الخامس بالدار البيضاء.

ووفق ما وثقته كاميرا Le360 بمحيط مركب محمد الخامس المتواجد بمنطقة المعاريف، القلب النابض للعاصمة الاقتصادية، فقد انطلقت الاستعدادات الأمنية عند حوالي الساعة الثانية عشرة زوالا، حيث توافدت أسراب من العناصر الأمنية إلى محيط الملعب، وبعد أخذ التعليمات، انطلقت كل فرقة صوب نقطة معينة.

استنفار أمني بالمنطة كما هو الحال في كل مباراة، وسدود أمنية وإجراءات مشددة لتأمين جميع الشوارع الرئيسية والمنافذ المؤدية صوب الملعب، لتفادي أي حادث شغب قد يفسد طعم الفرجة.

كانت المباراة ستنطلق في تمام الساعة الثامنة مساء، وبدأت الجماهير تتدفق، عند حوالي الساعة الثالثة بعد الزوال، شيئا فشيئا صوب الملعب، لتنطلق عملية التفتيش في أول سد أمني، حيث تقوم المصالح الأمنية بمراقبة مدى تحوز المشجعين على التذاكر، تفتيش حقائبهم، والتأكد من أن القاصرين مصحوبون بذويهم.

بعد تجاوز السد الأمني الأول، يتوجه المشجعون صوب المدخل المؤدي للمنطقة التي يتحوزون على تذكرتها، ليجدوا سدودا أخرى ونقط مراقبة وتفتيش، يتم خلالها تفتيش كل مشجع ومشجعة لتفادي إدخال أي شيء يمكن استعماله في إحداث الشغب، من أسلحة بيضاء، حجارة، أدوات حادة، أوشهب اصطناعية.

يقول العميد الإقليمي حسن البوزيدي، رئيس قسم الأمن الرياضي بالمديرية العامة للأمن الوطني، إن هذه الأخيرة تبذل مجهودات جبارة في مكافحة الشغب أثناء مناسبات التباري الرياضي، وذلك من خلال تبني مقاربة استباقية لاحتواء كل أشكال العنف المرتكب خارج وداخل الملاعب.

وتتمثل هذه المقاربة، يضيف المسؤول الأمني، في عقد اجتماعات تحضيرية قبل كل مقابلة كي تمر في ظروف أمنية جيدة خالية من كل أشكال العنف، تنبني أساسا على الانفتاح على مكونات الجمهور الرياضي والفصائل المعتدلة وكذا المتدخلين المؤسساتيين لتحسيسهم بالدور الهام الذي يتمثل في محاربة كل أشكال العنف.

وأوضح المتحدث بأن مديرية الأمن تسخر موارد بشرية ولوجيستيكية هامة، لتأمين حياة الجماهير قبل الدخول للملعب وبعد الخروج منه.

وبخصوص أحداث الشغب التي تندلع وتخلف عددا من الضحايا سواء في صفوف الجماهير أو رجال الأمن، أفاد رئيس قسم الأمن الرياضي بالمديرية العامة للأمن الوطني، بأنه «بالفعل يتم تسجيل مثل هذه الأحداث المؤسفة بين الفينة والأخرى لا يمكن تعميمها»، مؤكدا أن العناصر الأمنية تتصدى لها وتعمل على احتوائها.

هذه الأحداث تعطي صورة سيئة عن المشهد الكروي المغربي، لا تمت بصلة للروح الرياضة وأخلاقها، حسب المسؤول الأمني، الذي أكد أنه يتطلب التصدي لمثل تلك الأحداث بتظافر جهود جميع المتدخلين.

وأشار العميد الإقليمي حسن البوزيدي إلى أن عدد الموقوفين على إثر أحداث الشغب الكروي خلال الثلاث سنوات الأخيرة، وصل إلى 4000 موقوف تم تقديمهم أمام النيابة العامة، فيما قدر عدد الموقوفين، خلال الموسم الرياضي 2022/2023، بما مجموعه 2021 شخصا، مقابل 1801 خلال الموسم الماضي.

وتتنوع هذه الإيقافات حسب نوعية الجرائم التي يأتي على رأسها الضرب والجرح وإلحاق خسائر مادية بملك الغير، حيازة واستهلاك المخدرات بما فيها الأقراص المهلوسة والسكر العلني البين، حيازة واستعمال الشهب النارية والمواد الممنوعة قانونا، حيازة الأسلحة البيضاء بدون سند قانوني وإحداث الفوضى بالشارع العام، حيازة تذاكر مزورة واقتحام الملعب.


تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني و أنس الزيداوي
في 20/05/2023 على الساعة 14:07