بالفيديو: هكذا تمر أجواء وظروف الزيارات العائلية داخل سجن عكاشة

le360

في 29/05/2021 على الساعة 16:02

بعد طول غياب يتجدد الوصال مرة أخرى بين نزلاء السجون وذويهم، وذلك بعد استئناف المندوبية العامة لإدارة السجون عملية الزيارات العائلية داخل المؤسسات السجنية، منذ تاريخ الـ25 من ماي 2021.

كاميرا Le360 انتقلت إلى السجن المحلي بعين السبع "عكاشة" لتنقل لكم الأجواء والظروف التي تمر فيها الزيارات العائلية لنزلاء المؤسسات السجنية.

على بعد عشرات الأمتار من سجن "عكاشة" تتراءى صفوف طويلة لذوي السجناء وعائلاتهم، في انتظار أن يحين دورهم لولوج قاعة الزيارات داخل السجن، فإجراءات وتدابير الحد من انتشار وباء كورونا داخل السجون زادت من دقائق الانتظار.

تدابير وبروتوكولات مشددة قبل وبعد الدخول إلى قاعة الزيارة

عملية الزيارة العائلية باتت تتطلب مجهودات أكبر من موظفي مندوبية السجون في ظل استمرار تفشي جائحة كورونا، حيث يتم استقبال العائلات والأقارب عند البوابة الرئيسية للسجن بقياس درجات الحرارة وتعقيم الأيدي والأحذية، دون إغفال إجبارية ارتداء الكمامة.

ورغم قرار منع إدخال القفة، إلا أنه لا زال مسموحا لعائلات النزلاء بجلب بعض الأدوية والأغطية والملابس، هذه الأخيرة تخضع لعملية تعقيم وتطهير دقيقة وشاملة، حيث يتم وضعها في أكياس زرقاء مرقمة، قبل إدخالها للسجناء المعنيين بها وفق رقم تسلسلي خاص بهم.

من جهة أخرى، تتم عملية دخول الأقارب والعائلات إلى السجن عبر مسارات خاصة تحترم التباعد الجسدي، وذلك لتفادي الازدحام والاكتظاظ داخل أروقة السجن، علاوة على ذلك جرى تجهيز قاعات الزيارة، مؤخرا بفاصل زجاجي لمنع التواصل المباشر بين السجناء وذويهم، حيث يمنع الزجاج انتقال وانتشار الرذاذ الناتج عن عملية الكلام أو العطاس.

وبهذا الخصوص، قال عبد الرحيم لكراري، مدير السجن المحلي بعين السبع، إن المندوبية العامة لإدارة السجون، استنفرت موظفيها وأطرها من أجل مرور عملية الزيارات في ظروف جيدة وسلسلة، مع احترام تام للتدابير الموصى بها من طرف السلطات الصحية بشأن مكافحة جائحة كورونا، مشيرا في هذا الشأن إلى أن المؤسسة السجنية "عكاشة" لم تسجل أية إصابة بالوباء لا في صفوف الموظفين أو النزلاء.

تصوير ومونتاج: خديجة الصبار

مراقبة مشددة لمنع إدخال الممنوعات إلى السجن

قبل دخول أي شخص إلى السجن يخضع لعملية مراقبة مشددة لمنع إدخال الممنوعات وإيصالها للسجناء، حيث وظفت مندوبية السجون لهذا الغرض عدة موارد لوجستية وبشرية، على غرار حراس المراقبة المدربين والمؤهلين بشكل احترافي، بالإضافة لأجهزة المراقبة والسكانير المتطورة.

وفي هذا الشأن، أوضح عبد الرحيم لكراري أن السجناء وذويهم باتوا يبتكرون طرقا جديدة ومتطورة بهدف إدخال الممنوعات إلى السجن؛ أبرزها وضع الممنوعات داخل الأعضاء التناسلية وربطها بخيط قصير يتم إخراجها من خلاله، فضلا عن طرق تقليدية كدس المخدرات داخل الملابس والأغطية. بيد أن موظفي السجون يفطنون لهذه الحيل، ويتصدون لها.

اشتياق ودموع ومشاعر في قاعة الزيارات

داخل قاعة الزيارات تتشابك المشاعر بين الفرحة والحزن والاشتياق والندم، فالحاجز الزجاجي بيد سماكته لا يمنع انتقال الأحاسيس بين السجين وقريبه.

المدة الزمنية القصيرة التي لا تتجاوز ثلث الساعة تجعل السجناء وذويهم يدخلون في سباق ماراطوني مع الوقت، فالحيز الزمني هنا لا يكفي، حيث يريد النزيل الاطلاع على جميع الأخبار والأحداث التي فاتته وهو داخل السجن، فتتعالى الأصوات داخل القاعة وتصعب عملية التواصل بين الطرفين حيث يطغى الضجيج على الحديث.

ففي إحدى جنبات القاعة تتواجد سيدة حامل تريد إخبار زوجها بأنها في شهرها الثامن وستضع مولودتها بعد أسابيع قليلة، وتسأله عن الإسم الذي يريد تسميتها به. غير بعيد عن الزوجين أب ارتسمت على تقاسيم وجهه علامات الحزن، يكتب في ورقة بيضاء ويلصقها بيده على الزجاج الذي أخذ من شفافيته ضباب ثاني أكسيد الكربون الذي ملأ القاعة الضيقة، ليتبين عبر النص المكتوب أن والدة السجين فارقت الحياة قبل أيام.

هكذا إذاً تمر أجواء الزيارة داخل سجن "عكاشة"، محكومون بالمؤبد وآخرون بعقوبات سجنية قصيرة أو طويلة ينتظرون لحظة انقضاء فترة عقوبتهم ليعانقوا الحرية مرة أخرى، حيث تعتبر فترة الزيارة "المُسكِّن" الوحيد لهم.

تحرير من طرف أميمة كبدي
في 29/05/2021 على الساعة 16:02