بالفيديو: صالونات للحلاقة والتجميل بأكادير تتحول إلى عيادات طبية "خطيرة"

Le360

في 27/12/2020 على الساعة 20:09

دقت جمعية الأطباء المتخصصين في الأمراض الجلدية والتناسلية بالجنوب، الأحد 27 دجنبر 2020، ناقوس الخطر تجاه تنامي ظاهرة تحول صالونات للحلاقة والتجميل وقاعات رياضية إلى عيادات طبية للربح السريع، تجرى فيها مجموعة من التقنيات الطبية الدقيقة، في خرق واضح للقوانين الجاري بها العمل.

وأوضحت غيثة كنوني عاصمي، أخصائية طب الأمراض الجلدية والتناسلية بأكادير، في تصريح لـLe360، أن "عددا من صالونات الحلاقة والتجميل أصبحت تقوم بتقنيات طبية محضة، من ضمنها تقنية الليزر، وهي وسيلة طبية دقيقة تحتاج لطبيب مختص ومن غير المقبول أن نراها في صالونات لا علاقة لها بالطب لا من قريب ولا من بعيد"، مؤكدة أن "مضاعفاتها جد خطيرة بحيث تصل إلى فقدان البصر وظهور تشوهات مختلفة".

وأضافت خريجة كلية الطب والصيدلة، أن من بين التقنيات التي تشهدها هذه الصالونات ومراكز التجميل، تقنية الضوء لإزالة الشعر وعلاج الجلد، وهي أيضا تقنية طبية تحتاج لدراسة متخصصة ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تقام بهذه الفضاءات، مشيرة إلى أن خطورتها تكمن في الإصابة بحروق جسيمة وتصبغات وضرر بالغ بالعين.

ومن ضمن التقنيات التي تنفذ أيضا داخل صالونات الحلاقة والتجميل، تورد الطبيبة السابقة بمستشفيات العاصمة الفرنسية باريس، تقنية التقشير الكيميائي، تتطلب طبيبا متخصصا على دراية تامة بظرفية تطبيقها واحتمالات نجاحها والحالات التي يجب أن تستعمل من أجلها وغير الصالحة لذلك، منبهة إلى عواقبها الوخيمة في حالة أنجزت على مريض داخل صالون حلاقة أو تجميل أو غيره.

وتابعت العضو بجمعية الأطباء المتخصصين في الأمراض الجلدية والتناسلية بالجنوب، قائلة إن تقنيات أخرى تجرى بهاته الصالونات، من بينها، الحقن بالبطوكس، تقنية طبية تستدعي الحفاظ على الحقن في درجة برودة دقيقة ويؤدي عدم الإلمام بطب التشريح إلى ظهور شلل في أعضاء مختلفة وصعوبة إغلاق العينين والفم لأشهر طويلة، إضافة إلى تقنية حقن الفيلر، وهي تقنية طبية تستدعي التخصص لدراسة طب التشريح ومناطق مرور الشرايين والأوردة من الجلد، ومن شأن عمل الصالونات بها أن يؤدي إلى موت الأنسجة عبر علاج الأنف أو الفم أو الفك.

العلاج بالصفائح الدموية عبر أخذ دم الشخص وتصفيته في الصالونات وقاعات الرياضة رغبة في حقنه في الجلد وفروة الشعر، أمر خطير جدا، إذ من الممكن جدا أن ينقل أمراضا خطيرة من قبيل داء السيدا والتهاب الكبد، إثر الخلط بين دماء المرضى، علما أن هذه التقنية طبية تستدعي فحصا يستتني الأمراض القابلة له مثل maladie auto-immune ou de système، تضيف المتحدثة.

علاوة على HIFU، وهي آلة طبية تستدعي تقنية جد حادة لأن الآلة تقوم بتنحيف أنسجة الوجه والعنق وهناك خطر مس الغدة الدرقية والشبه درقية مع ملاحظة حالات فقدان السمع وهيكلة الوجه بالزيادة في تنحيفه، فضلا عن آلة الكريو أو التبريد، وهي تقنية طبية لتنحيف بعض المناطق ويجب أن يكون هنالك تشخيص طبي مسبق للتأكد من عدم وجود أمراض دموية تتفاقم مع البرد مثل CRYOGLOBULINEMIE OU LIVEDO ET AUTRE.

ومن ضمن التقنيات التي أصبحنا نراها بصالونات الحلاقة والتجميل، تقول الدكتورة غيثة، جراحة الزوائد الجلدية، إذ تقوم هذه الصالونات بالتخدير وإزالة الزوائد عبر تقنية طبية دون الولوج المسبق لتشخيص أو فحص العينات التي أزيلت، وهذا الأمر خطير لأن هذه الصالونات قد تزيل زوائد خبيثة مثل السرطانات الجلدية أو الزوائد، والتي تمكننا من تشخيص أمراض باطنية لها علاقة بالمرض الجلدي مما يؤخر تشخيص المرض، بالإضافة إلى PLEXR، وهي تقنية لحرق الجلد لإعادة تشبيبه، ومن آثارها الجانبية في حالة أقيمت داخل صالون أو ما شابه ذلك، التعرض لتشوهات عديدة. 

الميزوترابي، كذلك، تشير كنوني عاصمي، وهي من بين التقنيات التي تمارس داخل الصالونات، تؤكد الأخصائية في طب الأمراض الجلدية والتناسلية، من خلال حقن الجلد بمواد دخيلة ما قد يعرض جلد الإنسان لأعراض خطيرة، إضافة إلى ليزر الوشم الذي يترك آثارا بالجلد ويتسبب في حروق مختلفة، مشددة على أن القيام بهذه التقنيات خارج مجال الطب المتخصص، تصل عواقبه إلى الموت المحقق.

وأكدت المتحدثة أن عدد ضحايا هذه الصالونات والقاعات في ارتفاع مستمر، ما يستدعي دق ناقوس الخطر تجاه هذه الظاهرة قبل أن تتفاقم إلى درجة لا يمكن التحكم فيها، محذرة من تداعياتها المستقبلية على الصحة العمومية.

ودعت الطبيبة، الجهات المختصة إلى التدخل لوقف هذه الخروقات القانونية التي باتت تلاحق صالونات الحلاقة والتجميل والقاعات الرياضية بأكادير، وعموم المواطنين إلى ضرورة الانتباه والحيطة والحذر من التعامل مع هذه الفضاءات التي تمارس اختصاصات لا تدخل في نطاقها وتشكل خطورة على صحة وسلامة المرضى.

الطرف المخاطب من طرف الجمعية المذكورة وباقي الأطباء المعنيين، أكد في تصريح لمراسل Le360، صحة ادعاءات هذه الهيئة، وأن هذه الظاهرة أصبحت تشهد ارتفاعا ملحوظا خاصة بأكادير الكبير، منبها إلى خطورة الوضع إن استمر على ما هو عليه، داعيا المواطنين إلى توخي الحذر في التعامل مع هذه الصالونات والقاعات الرياضية التي تمارس هذه الاختصاصات الطبية المحضة.

وقالت، صوفيا عزاوي، مالكة لصالون للحلاقة والتجميل، في حديث مع مراسل Le360، إن بعض الصالونات ومراكز التجميل بالمنطقة، تمارس فعلا اختصاصات تدخل في نطاق الطب التجميلي، من قبيل تكبير الأرداف، الفيلر بالإبر في الشفاه والخدود والعيون، مؤكدة أن البعض يمارس هذه التقنيات إضافة إلى أخرى بعد أن يجتاز دورات تكوينية لا تتجاوز الشهرين إلى ثلاثة.

وأشارت المتحدثة إلى أن عددا كبيرا من صالونات الحلاقة والتجميل، للأسف الشديد، أصبحت تبحث عن الربح السريع على حساب صحة المواطن، غير آبهة بخطورة ممارساتها اللاقانونية والتي تقود إلى ظهور أعراض وتشوهات خطيرة على جسد المريض أو الراغب في القيام بهذه العمليات بغية تحسين مظهره الخارجي، على حد قولها.

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 27/12/2020 على الساعة 20:09