جمعية بلجيكية تجمد أنشطتها بالمغرب بعد تهديد متطوعاتها بالقتل

المتطوعات البلجيكيات ارتدين الأزياء المحلية بتارودانت بعد حملة انتقادهن عبر الفيسبوك

المتطوعات البلجيكيات ارتدين الأزياء المحلية بتارودانت بعد حملة انتقادهن عبر الفيسبوك . DR

في 08/08/2019 على الساعة 08:33

أعلنت جمعية "بورود" البلجيكية، اليوم الخميس 08 غشت، أنها ستتوقف عن ارسال متطوعاتها البلجيكيات إلى المغرب في الوقت الراهن، مؤكدة أنها ستلغي جميع الزيارات التي كانت مبرمجة سابقا، بعدما حرَّض أستاذ على قطع رؤوسهن وهن بصدد تبليط طريق نائية بإحدى قرى تارودانت ومهاجمتهن من طرف أحد نواب البيجيدي.

وقالت الجمعية المعنية في بلاغ لها منشور على موقعها الإلكتروني واطلع عليه le360، إنها تواصلت مع سفارة بلدها بخصوص مصير المتطوعين والمتطوعات المتواجدين بجماعة تازمورت بإقليم تارودانت، والبالغ عددهم 37 متطوع ومتطوعة، وأكدت لها سلامتهم وأن السلطات المغربية بالمنطقة تؤمن تواجدهم إلى حين الانهتاء من مهمتهم الجمعوية الانسانية.

وأضاف المصدر ذاته أن 3 متطوعات عبرن عن رغبتهن بمغادرة التراب الوطني نتيجة التعليقات المسيئة لهن عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تلك التي تدعو إلى قتلهن والاعتداء عليهن، مؤكدة -الجمعية- أنها لن تسمح لأي وفد جديد من منخرطيها بالسفر إلى المغرب للقيام بأعمال تطوعية في الظروف الحالية، معلنة عن إلغاء جميع البرامج التي كانت معدة سلفا بهذا الخصوص بعد تشاور واسع مع الوزارة الخارجية البلجيكية.

وفي سياق متصل، قال أحمد الدريدي، منسق الجبهة الوطنية لمناهضة التطرف والإرهاب، في تصريح لـle360، إن الجبهة كانت ستصدر بلاغها في أواخر هذا الشهر احتفاء بذكرى تأسيسها وللإعلان عن برنامجها إلا أن مستجدات الساحة الوطنية حتمت عليها اخراجه للعلن ونشره للعموم لسببين رئيسيين، أولهما، تدوينة أحد الأساتذة الموقوفين على ذمة التحقيق، الذي دعا إلى قطع رؤوس سائحات بلجيكيات كن يقمن بأعمال تطوعية ضواحي مدينة تارودانت بداعي "التبرج" والثاني الهجوم الشرس الذي شنه أحد نواب حزب العدالة والتنمية عليهن من خلال تدوينة له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك.

وأشار إلى أن الجبهة كلفت الأستاذ حاجي لحبيب، لوضع شكاية لدى النيابة العامة المختصة بمدينة سلا، ضد النائب البرلماني المعني عن إقليم تاونات، معتبرا ما جاء على لسانه أخطر بكثير مما أقدم عليه الأستاذ المتهم، لشخصيته الاعتبارية ومكانته داخل قبة البرلمان، مشبِّها تدوينته بتدوينة، مصطفى الرميد، زميله في الحزب، التي استعمل فيها كلمة "العهر"، مضيفا: "وجهنا ملتمسا لرئاسة النيابة العامة من أجل توجيه مذكرة استعجالية إلى كل النيابات العامة لجعل أولويات سياساتها الجنائية ردع ومتابعة كل التدوينات والكتابات المحرضة على التطرف والإرهاب والحقد والكراهية التمييز والمس بالحياة والسلامة البدنية، على اعتبار التصدي لها يدخل في صميم بناء التنمية وحقوق الإنسان وتحصينها في بلادنا".

وكان علي العسري، المستشار البرلماني عن حزب العدالة والتنمية بتاونات، قد نشر تدوينة له على صفحته الرسمية على الفيسبوك مهاجما فيها المتطوعات البلجيكيات قائلا:"متى كان الأوروبيون ينجزون الأوراش بلباس السباحة؟ فهل والحال كذلك تكون رسالتهن من ورش، محمود ظاهريا، هدفها إنساني أم شيئا آخر، في منطقة لا زالت معروفة بمحافظتها واستعصائها على موجات التغريب والتعري؟"، ما أثار ضجة كبيرة في أوساط المتتبعين رافضين مضمون التدوينة داعين إلى الاعتدال ونبذ التطرف والإرهاب والتحريض على الحقد والكراهية اتجاه الآخر.

جدير بالذكر أيضا أن الفرقة الوطنية للشرطة القضائية بتنسيق مع المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني، أوقفت بداية هذا الأسبوع، أستاذا للتعليم الابتدائي، يبلغ من العمر (26سنة) بعد نشره لتدوينة يشيد فيها بأعمال إرهابية ويحرض على ارتكاب جرائم خطيرة في حق السائحات البلجيكيات المتطوعات في تعبيد طريق بمنطقة إضارنومان بجماعة تازمورت بإقليم تارودانت.

تحرير من طرف امحند أوبركة
في 08/08/2019 على الساعة 08:33