بلجيكا.. الخطر الإرهابي القادم من الشمال

DR

في 24/08/2015 على الساعة 11:21

في المغرب كما في أوربا، أغلب الأسلحة المستعملة في عمليات إرهابية تأتي من مصدر واحد: بلجيكا... عودة إلى أبرز الأحداث التي عرفت تجارة في الأسلحة مصدرها هذا البلد الأوربي.

بندقية من عيار 12 ميلمتر، 33 خرطوشة رصاص، رشاش من نوع FAB، و 304 خرطوشة من عيار 7.62 ميلمتر، وخمس قنابل... هذه باختصار لائحة الأسلحة المحجوزة من مصالح الأمن بعد أن أوقفت عناصر إجرامية حاولت في 13 غشت الماضي بطنجة، سرقة سيارة لنقل الأموال. كل هذه الأسلحة ولجت إلى المغرب من طرف عناصر بلجيكة من أصل مغربي، "ولعل في الأمر "تفصيل" صغير لكنه مهم بالنسبة للعناصر الأمنية، التي ما فتئت تجد نفسها في مواجهة شبكات إجرامية أصبحت تتوفر على عتاد وسلاح” حسب تعبير مصدر أمني لـLe360، مضيفا أن "هذا دليل أن الخطر قائم، وبالضبط مصدره بلجيكا، علما أن هذا البلد الأوربي يتردد ذكره بطريقة دورية في كل القضايا المتعلقة بالإرهاب، بل وأضحى سوقا لتجارة الأسلحة".

بلعيرج، أعراس والآخرون

نتذكر في 2008، حينما فككت العناصر الأمنية المغربية شبكة إرهابية يقودها المغربي الحامل للجنسية البلجيكية عبد القادر بلعيرج، المحكوم بالسجن المؤبد، والذي اتضح أنه ومنذ سنة 1993 استقبل شحنة أولى من الأسلحة، قوامها ستة مسدسات أوتوماتيكية بالإضافة إلى ذخيرتها، وذلك عن طريق شريكين له، يوجدان تحت الاعتقال، وفي سنة 2000 تلقى بلعيرج دفعة جديدة من الأسلحة من بلجيكا بوساطة جزائري، وكانت الدفعة عبارة عن 9 كلاشنيكوف، وسبعة مسدسات "سكوربيون"، 10 مسدسات أوتوماتيكية، بندقيتان، وأربعة مسدسات كاتمة للصوت، و 769 خرطوشة من مختلفة الأعيرة، و 25 صاعقة.

أما علي عراس أحد "جنود" بلعيرج، الذي كان مستقرا في بلجيكا قبل إيقافه، فبدوره كان ينسج علاقات مع المتطرف الجزائري محمد بنرابح بنعطو، الذي كان ينشط في تجارة الأسلحة، وكان "الممون الرئيسي" لشبكة بلعيرج، حيث يعتقد أنه كان وراء إدخال دفعة من الأسلحة للمغرب سنة 2002 عبارة عن مسدس رشاش مع ذخيرته، ومسدسان كاتمان للصوت، وجدوا لاحقا بين أيدي منظمة إرهابية تدعى "حركة المجاهدين في المغرب" قبل أن يعلن عن تفكيكها من طرف الأجهزة المغربية.

سطو وتجارة سلاح

إلى جانب المتاجرة في الأسلحة، كانت هذه التنظيمات الإرهابية وراء عدة عمليات سطو، كما حدث قبل أيام بطنجة، وقبلها في عملية مشابهة بلوكسمبورغ في 2003، كانت نتيجتها الاستيلاء على 17.5 مليون أورو، ولم يكن وراء هذه العملية سوى البلجيكي ذو الأصول المغربية عبد الرحيم بختي (مبحوث عنه دائما في إطار خلية بلعيرج)، والذي كان متواطئا مع عناصر أوربية، واكتشف في مارس 2014 أنه كان زعيما لعصابة إجرامية مختصة في السطة على ناقلات الأموال ببلجيكا، قبل ان يقر إلى وجهة مجهولة، رغم محاولات الأجهزة الأمنية في كل من بلجيكا وفرنسا.

ليس عصيا في بلجيكا، أن تمتلك مسدسا أو رشاشا، فلن يكلفك الأمر سوى 1000 أورو، ونصف هذا المبلغ لامتلاك مسدس أوتوماتيكي، يكفي فقط بعض الاترباطات بالخلاياي الجهادية وبعض التجار الكرواتيين.. هذا الولوج السهل للأسلحة ينتهي في الغالب بعمليات دراماتيكية، كما حدث بالمتحف اليهودي ببروكسيل ذات ماي من السنة الماضيى، مخلفا وفاة أربعة أشخاص. منفذ هذه الجريمة لم يكن سوى جزائريا حاملا للجنسية الفرنسية، كان حاملا لسلاح كلاشنيكوف، حازه من السوق السوداء.

وقبل بضعة أيام فقط، كادت أن تقع كارثة في قطار بطاليس، حينما حاول مغربي مقيم ببلجيكا ارتكاب مجزرة بفرنسا لولا تدخل الأمن الفرنسي.

هذا الجيل الجديد من مزدوجي الجنسية المقيم ببلجيكا، الذي لا يتردد في حمل السلاح أصبح أكبر هموم الأمن في البلدان المتوسطية، سيما مع توسع تجارة الأسلحة في بلجيكا، نتذكر حينما تحدثت الصحافة هناك عن تفكيك شبكة بشارلوروا كانت تستعمل توقيعا مزورا لرئيس الوزراء والون من أجل استيراد كميات كبيرة من السلاح، طيلة شهور، وهو ما أوضح بعض "التراخي" في تعامل الأمن البلجيكي مع الخطر الإرهابي، الذي يحاول بلا هوادة اقتحام التراب المغربي.

في 24/08/2015 على الساعة 11:21