حزب الاستقلال..رصاص في كل الاتجاهات

DR

في 07/05/2013 على الساعة 20:09, تحديث بتاريخ 07/05/2013 على الساعة 20:44

أقوال الصحفما زال مسلسل شد الحبل بين حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال، وبنكيران رئيس الحكومة، مستمرا إلى الحد هيمنته على الاجتماع الأسبوعي الخاص بحزب الاستقلال، فكال الاتهامات لبنكيران وحكومته، ثم الرد على المسؤولين الجزائريين بخصوص الصحراء الشرقية.

احتلت خلاصات اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال الحيز الأكبر، في عدد غد (الأربعاء)، من يومية العلم، فالاجتماع تدارس جملة من القضايا كان على رأسها قضية الوحدة الترابية، وشمل النقاش البيان الصادر عن وزارة الخارجية الجزائرية، تعليقا على مضامين خطاب حميد شباط في فاتح ماي، مطالبته باسترجاع الصحراء الشرقية.

وحمل بيان اجتماع اللجنة التنفيذية للاستقلال، كما نقلته جريدة العلم، ردا عنيفا على المسؤوليين الجزائريين، واصفا إياهم "بآخر من يمكنهم الحديث عن حسن الجوار والأخوة، ما دامت الجزائر الرسمية تحتضن كل مشاريع الانفصال التي تستخهدف المغرب"، في حين أبدت اللجنة التنفيذية "تضامنها مع الشعب الجزائري فيماي يتعرض له من تفقير وإرهاب".

ولم يسلم بنكيران وحكومته من نيران شباط، إذ استغرب الحزب من صمت وزير الخارجية وامتناعه عن تقديم الموقف المغربي من قضية الوحدة الترابية، في الندوة الصحافية التي ضمت وزير الخارجية الجزائري بالرباط، كما كتبت عن ذلك جريدة L'Opinion في عددها الصادر غدا.

ورغم أن بنكيران لم يسجل عليه أي موقف خارج عن السياق في قضية الصحراء، إلا أن هذا لم يمنع بلاغ اللجنة التنفيذية من انتقاده، ووصف صمته طيلة الأزمة التي عرفتها قضية الوحدة الترابية "بالصمت الشاد الذي يحتاج إلى توضيحات من المعنيين بالأمر”.

اجتماع استثنائي

بلاغ هذا الاجتماع كان استثنائيا، على اعتبار الهجوم "متعدد الأهداف" الذي شمل باقي مكونات التحالف الحكومي، إذ عبر أعضاء اللجنة التنفيذية عن "استغرابهم لتحويل مجالس الحكومة من المهام الدستورية المنوطة بها، إلى جلسات لصياغة بيانات تضامنية بين أفرادها".

إن المتتبع لخرجات شباط، منذ توليه منصب الأمين العام لحزب الاستقلال، يدرك تماما كيف يلائم حدة خطابه طبقا للظروف والسياق، فإذا كان اعتذر حقا لمكونات الأغلبية في اجتماع المجلس الحكومي الأخير، فلا يوجد من داع من أن يكتم غيظه من رئيس الحكومة إلى حين احتمائه بزملائه في الحزب، ليبدأ في إطلاق النار في كل الاتجاهات.

يبدو أن الوثيرة التي يسير بها شباط، قد لا تخدمه في القادم من الأيام، ففي مسافة زمنية لا تتعدى ستة أشهر، من انتخابه أمينا عاما، وسع من لائحة خصومه، وصعد من لهجته، غير آبه بميثاق الأغلبية ولا بأصول الزمالة في الحكومة، بل إنه خلق الاستثناء، "بتنقيبه" عن خصوم محتملين في الجار الشرقي.قد يبدو أمرا إيجابيا أن يدافع حزب الاستقلال عن الوحدة الترابية للمملكة، لكن أن تتحول القضية الوطنية لمطية لكيل الاتهامات لزميله في التحالف، فهذا موقف يضر بالاستقلال أكثر مما يخدمه.

في 07/05/2013 على الساعة 20:09, تحديث بتاريخ 07/05/2013 على الساعة 20:44