الكركرات: هدوء المغرب يؤجج غضب الجزائر ومليشياتها الانفصالية

ميليشيا بوريساريو

ميليشيا بوريساريو . DR

في 10/11/2020 على الساعة 17:00

دفعت الجزائر مرة أخرى جبهة البوليساريو إلى القيام بمناورة جديدة بحث قطاع طرقها على عرقلة حركة المرور بمعبر الكركرات. الانفصاليون، المعزولون واليائسون، يهددون الأمم المتحدة ومجلس الأمن وبعثة المينورسو والمغرب وكذا اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة عام 1991.

أفادت وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، مساء أمس الاثنين 9 نونبر، أن البوليساريو أصدرت في اليوم نفسه بيانا صحفيا "تحذر فيه المغرب" وتعلن أنها "سترد بحزم" عند أي دخول لـ"أي عنصر عسكري أو أمني أو مدني مغربي" إلى المنطقة العازلة التي تفصل المغرب عن موريتانيا. وهي المنطقة التي تدعي البوليساريو بأنها "الأراضي المحررة".

ومع ذلك، فإن هذه المنطقة العازلة، التي هي جزء لا يتجزأ من الصحراء المغربية، من المفترض أن تكون منزوعة السلاح بموجب اتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة بين المغرب والمينورسو في عام 1991، والأخيرة وجبهة البوليساريو من ناحية أخرى. لذلك فإن البوليساريو هي التي انتهكت بالفعل التزاماتها اتجاه بعثة المينورسو من خلال القيام بأعمال عدائية تهدف إلى تعطيل حركة المرور التجارية والمدنية والسلمية التي تمر عبر منطقة الكركرات، وهي الحركة المرخصة والمدعومة بقوة من طرف الأمم المتحدة، التي دعت، للإشارة فقط، في ثلاث مناسبات إلى عدم عرقلة ذلك، لما لها من آثار مفيدة على تنمية جميع دول المنطقة.

ومع ذلك، وإدراكا منها بأن المغرب لا يزال يقظا على المستوى العسكري، ولكنه يتجاهل بشكل رائع صخب وضجيج الانفصاليين الذين يضاعفون البيانات الصحفية الداعية إلى التعبئة والحرب، فقد تبنت الجزائر وميليشياتها الانفصالية طريق المزايدة العسكرية بغية استفزاز المغرب ودفعه إلى القيام برد فعل. وهكذا، يؤكد البيان الصحفي الصادر عن قادة الرابوني أن القوات المغربية انتشرت بأعداد كبيرة حول منطقة الكركرات ويقال إنها "تتنكر في زي مدنيين أمام أعين مراقبي البعثة"، من أجل "الدخول إلى المنطقة العازلة لمهاجمة المدنيين الصحراويين المعتصمين".

وأضافت البوليساريو أنها "تحمل الأمم المتحدة ومجلس الأمن بالخصوص مسؤولية ضمان سلامة وأمن المدنيين الصحراويين الذين سيجدون أنفسهم معرضين لخطر عدوان قوات عسكرية مغربية متنكرة في زي مدنيين".

تحركات البوليساريو كانت ملحوظة منذ عدة أيام، لكنها تزايدت ليلة السبت 7 نونبر، عندما أعلنت الحركة الانفصالية أنها عقدت "اجتماعا طارئا" أعلنت في نهايته "حالة الطوارئ القصوى". غير أن هذا رد الفعل الغاضب والمفاجئ جاء بعد ساعات فقط من خطاب الملك محمد السادس في الذكرى 45 للمسيرة الخضراء.

هذا الخطاب الملكي الواضح وضع الثنائي الجزائري الانفصالي في وضع غير مريح، إذ ذكرهما الخطاب الملكي بالمكاسب العديدة التي لا رجعة فيها التي حققها المغرب في إطار تعزيز وحدة ترابه: المواقف الثابتة للأمم المتحدة ومجلس الأمن لصالح حل سياسي وواقعي يعزز اقتراح الحكم الذاتي المغربي باعتباره الحل الوحيد للصراع الوهمي في الصحراء المغربية، وواقعية الاتحاد الأفريقي حيث أصبحت أصوات "الأطراف الأخرى" غير مسموعة، واستكمال ترسيم الحدود البحرية للمملكة، و 85 في المائة من أعضاء الأمم المتحدة لا يعترفون بما يسمى زورا "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية"، بينما تتزايد وتيرة افتتاح القنصليات في مدن الصحراء المغربية، والتنمية المستدامة للأقاليم الجنوبية، والإعلان عن مشروع ضخم لبناء ميناء الداخلة الأطلسي...

إضافة إلى ذلك، فإن الهدوء الذي أظهره المغرب في مواجهة أعمال البوليساريو في الكركرات جعل الانفصاليين يفقدون أعصابهم. يراقب المغرب بهدوء مناورات الجارة الشرقية ومليشياتها. علاوة على ذلك، فإن الجزائر، التي تواجه أزمة غير مسبوقة مع إدخال رئيسها إلى المستشفى في الخارج والفراغ في هرم السلطة، تحاول أيضا صرف الأنظار وتعبئة الشعب الجزائري في جبهة مشتركة ضد المغرب.

آخر الأفكار الخيالية الآتية من الجزائر، وبشكل خاص من وسائل إعلامها ومعلقيها، الذين اتهموا المغرب بإرسال طائرات إسرائيلية بدون طيار وعمال سريين لإشعال النار في الجزائر، بعد حرائق الغابات الأخيرة التي طالت عشرات الولايات الجزائرية. وهذه الحالة الذهنية لدى الجزائريين هي نفسها التي نجدها لدى البوليساريو في بياناتها الصحفية التي تدعي فيها أن الدرك المغربي يتخلص من زيهم العسكري أمام قوات بعثة المينورسو للتنكر في زي المدنيين.

مع ذلك، فإن هذا الصخب الذي يحدثه الثنائي الجزائري الانفصالي له ميزة: فهو يخبرنا بحقيقة أن الجزائر وميليشياتها خسرتا المعركة السياسية والمعركة على الأرض، ولم يبق لديها سوى الدعاية لإسماع صوتهما.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 10/11/2020 على الساعة 17:00