صراع داخل صفوف الانفصاليين بسبب اختفاء المساعدات الإنسانية

مخيمات تندوف

مخيمات تندوف . DR

في 10/08/2020 على الساعة 21:00

تبخرت 12 مليون دولار من المساعدات الدولية لمحاربة وباء "كوفيد-19" في مخيمات لحمادة. بعض الأطراف داخل البوليساريو المستبعدة من اقتسام هذه الكعكة نددت بهذه الفضيحة وتطالب باستعادة المبالغ المفقودة من أجل مواجهة وضع صحي متفجر.

كشف ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا في مخيمات لحمادة، والتي تحاول البوليساريو إخفاءها عن طريق التقليل منها، عن فضيحة جديدة. يتعلق الأمر بمحاولة تحويل ليس فقط المساعدات الإنسانية، ولكن أيضا المساعدات المخصصة خصيصا لمكافحة فيروس كورونا المستجد.

ففي إطار مكافحة انتشار الوباء في مخيمات لحمادة، ساهمت عدة منظمات غير حكومية ودول بمبالغ مالية كبيرة، تهدف على وجه التحديد إلى تعزيز الموارد الصحية الأساسية والبنية التحتية في المخيمات.

غير أنه في مواجهة ما تصفه بعض وسائل الإعلام المقربة من البوليساريو بأنه "وضع كارثي في قطاع الصحة"، اتُهِمَتْ قيادة الحركة الانفصالية مرة أخرى باختلاس المساعدات التي من المفترض أن توجه إلى مواجهة الارتفاع المتواصل لحالات الإصابة بـ"كوفيد-19" في مخيمات لحمادة.

لقد تبخرت بالفعل المبالغ الضخمة التي تم جمعها بين شهري أبريل وماي. والشيء المضحك هو أن وسائل الإعلام الانفصالية هي التي تصرخ بأعلى صوتها: أين تبخرت الملايين التي قدمت لمواجهة الوباء؟

يكفي هنا الاطلاع بشكل سريع على المقالات الصحفية المنشورة خلال الشهرين المذكورين، بما في ذلك تلك الخاصة بوكالة الأنباء الجزائرية الرسمية للغاية، لمعرفة حجم هذه الاختلاسات والتحويلات. من هذه المقالات الصحفية، كما هو الحال في مواقع برنامج الغذاء العالمي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وغيرهما من المنظمات غير الحكومية، علمنا أن البوليساريو تلقت، خلال الفترة المذكورة أعلاه، بالإضافة إلى مساعدات غذائية أخرى وطبية، أكثر من 12 مليون دولار من المساهمات المالية لمواجهة الوباء: 5.3 مليون يورو (الاتحاد الأوروبي)، 400000 دولار (كندا)، 1.9 مليون دولار (سويسرا)، 2 مليون دولار (ألمانيا)، 3 ملايين كرونة (النرويج)، 3 ملايين كرونة (السويد)، 320 ألف يورو (إيطاليا)، و2.6 مليون يورو (المنظمات غير الحكومية والجهات بإسبانيا)...

لكن، في الأيام الأخيرة، ذكر العديد من المهنيين في مجال الصحة، على مواقع التواصل الاجتماعي، بتسجيل عشرات الوفيات المشبوهة يوميا في المخيمات، حيث لا توجد وسائل للتشخيص والفحص، ناهيك عن الغياب التام لأجهزة التنفس الاصطناعية، الضرورية للتكفل بالمرضى المصابين بفيروس كورونا.

ومن هنا نفهم لماذا تنفي البوليساريو، بتحريض من الجزائر، منذ فترة طويلة وجود أي إصابة بالفيروس في المخيمات، معتقدة أنها بهذه الطريقة تتجنب أي مساءلة عن ملايين الدولارات التي تم تقديمها لها في إطار مكافحة وباء "كوفيد-19". في الوقت الذي كانت البوليساريو تنفي لمدة أشهر عدم وجود حالات إصابة في المخيمات، كانت تندوف المجاورة تسجل حالات إصابة بالوباء. فكلما تم إخفاء المرض، يتم تفادي المساءلة عن المبالغ التي تم تلقيها والتي من المفترض أنها مخصصة لمكافحة الوباء.

وعندما سئل زعيم البوليساريو، المسؤول عن تمثيل الهلال الأحمر الجزائري في مخيمات لحمادة، قال بكل بساطة إن هذه المساعدات المالية لا علاقة لها بمكافحة فيروس كورونا. فقد فضل هذا الزعيم الانفصالي المعروف بكونه هو المشرف على المساعدات الغذائية، التي يتقاسمها مع قادة البوليساريو الآخرين وحماتهم الجزائريين، أن يتحدث عن الطابع "الغذائي" لهذه المساعدات.

لا ينبغي لأي أحد أن يتحدث عن المرض، كما يتضح من حملة الترهيب الواسعة التي شنتها البوليساريو في الأيام الأخيرة ضد كل من يتجرأ على مناقشة أرقامها بشأن عدد الإصابات. يتم استدعاء بعض الأطباء والممرضات الصحراويين العاملين في مصحات المخيمات بانتظام من قبل "أجهزة" البوليساريو وتعنيفهم لأنهم كشفوا عن الأرقام الحقيقية والدقيقة لمرضى فيروس كورونا. البعض، تحت التهديد، أجبروا على إنكار العديد من منشوراتهم السابقة على الشبكات الاجتماعية التي تؤكد انتشار فيروس كورونا بشكل كبير في مخيمات لحمادة.

لكن حب الذهب حطم إجماع الواجهة لقيادة الانفصاليين، بمن فيهم البشير مصطفى السيد، شقيق مؤسس البوليساريو ورجل ثقة الجنرالات الجزائريين. وهو صاحب موقع إخباري معروف بأنه بوق دعائي للجزائر والبوليساريو. ومن الواضح أن اختلاس 12 مليون دولار تم تحت أعين البشير مصطفى السيد. حينها فلتذهب إلى الجحيم جميع "الشعارات الجميلة المطالبة بالاستقلال". فلا يمكن ترك إبراهيم غالي وأقاربه يستفيدون من هذه الكعكة. وهذا هو السبب الذي يفسر هذا التنديد العلني بالسرقة المخزية للمساعدات الطبية التي كانت موجهة إلى إنقاذ الأرواح في مخيمات البوليساريو.

تحرير من طرف محمد ولد البواه
في 10/08/2020 على الساعة 21:00