الاتفاق النووي الإيراني... ما انعكاساته الاستراتيجية على المنطقة؟

DR

في 19/07/2015 على الساعة 15:00

بعد الاتفاق النووي الإيراني بين ايران والدول الست الكبرى، تدخل منطقة الشرق الاوسط مرحلة جديدة من التخطيط الاستراتيجي، كما يوضع التساؤل حول الظرفية التي جاء فيا هذا الاتفاق، في مرحلة تعرف فيها المنطقة عنفا غير مسبوق وحروبا اتسعت رقعتها الجغرافية تنخرط فيها الدولة الشيعية بصفة مباشرة أو غير مباشرة.

بعد أن فرضت إيران نفسها كقوة إقليمية في الشرق الأوسط، تحولت من دولة منتمية إلى محور الشر حسب التصنيف الامريكي، إلى قوة تدخل في الحسابات الاستراتيجية لأي قرار سيتخد في المنطقة. يقول عبد الرزاق البياز أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ابو شعيب الدكالي، وعضو مركز الدراسات في الحكامة والتنمية الترابية في تصريح لـ le360، أن العلاقات الدولية تقوم دائما على مبدأ المصالح المشتركة، وهي نفس الحالة التي قام عليها الاتفاق النووي بين إيران و الدول الست الكبرى، وقد جاء هذا الاتفاق بعد تنامي الدور الإيراني في منطقة الشرق الأوسط، من خلال انخراط الدولة الايرانية في النزاعات المسلحة، بصفة مباشرة أو غير مباشرة، في كل من العراق وسوريا واليمن، وذلك إما من خلال التفويض التي تمنحه للمليشيات الشيعية الموالية للمراجع الشيعية كحزب الله اللبناني الذي يقاتل بسوريا، او مليشيا انصار الله الحوثي التي تقاتل باليمن، او من خلال الدعم السياسي والعسكري واللوجستكي التي تمنحه للأنظمة الموالية لها في المنطقة كالنظام العراقي القائم أو النظام السوري ، إد أضحت إيران قوة مؤثرة في المنطقة، خارج محيطها الجغرافي"

ويضيف أستاذ العلاقات الدولية أن إيران كانت المستفيد الأكبر من هذا الإتفاق، حيث ربحت على المستوى الاقتصادي من خلال الوعود برفع العقوبات الاقتصادية عليها، كما ضمنت استمرارها في استعمال الطاقة النووية ، دون أن نغفل عدم سقوطها في كمبن التنازلات.

التحالفات العربية من أجل فرض توازن للقوى

ويردف البياز أن الولايات المتحدة والدول الغربية في إطار توازن القوة بالشرق الأوسط، أعطت الشرعية للمملكة العربية السعودية لقيادة التحالف العربي في النزاع اليمني، وما الانتصارات الأخيرة وتحرير العاصمة اليمنية عدن من مليشيات الرئيس السابق صالح ومليشيا انصار الله الحوثي والتي تزامنت مع توقيع الاتفاق الايراني، إلا نتائج لمحاولة لإضفاء توازن القوى بالمنطقة وعدم تغليب فريق على أخر.

وفي نفس السياق كانت جريدة نيويورك تايمز لوس أنجلوس تايمز قد أوردت أن دول الخليج العربي ستسعى للحصول على تحالفات لحماية نفسها، ولكن الدول الأصغر في المنطقة قد تسعى لتسوية مع إيران التي تنمو كقوة إقليمية"، وأضافت الصحيفة "أن العرب سيسعون للحصول على السلاح النووي مع مرور الوقت، وذلك لأنه سيعني لهم مسألة وجود، ولكن ذلك لن يكون دون مخاطر، وأقلها هجوم إيراني تقليدي كإجراء وقائي من جانب طهران".

إسرائيل وخيار الحرب مع إيران

الاتفاق النووي الإيراني مع الدول الكبرى لم يمر مرور الكرام على إسرائيل، الدولة النووية الوحيدة بالمنطقة، حيث اعتبر سياسيون إسرائيليون الاتفاق، فشل دريع في سياسة رئيس الوزراء الاسرائيلي، هذا الأخبر صرح بدوره لوسائل الاعلام يوم الثلاثاء 14 يوليوز الماضي، أن "إسرائيل غير ملزمة بهذا الاتفاق مع إيران، لأن إيران ما زالت تسعى لتدميرنا، وسندافع عن أنفسنا على الدوام"، كما صرح وزير المالية السابق يائير لبيد -في تصريح نقلته الإذاعة الإسرائيلية، في نفس اليوم "إن الاتفاق يعرض أمن دولة إسرائيل والعالم للخطر، وأضاف "يجب التوضيح للولايات المتحدة أن الاتفاق لا يلزم إسرائيل، التي تحتفظ لنفسها بحق إبقاء الخيار العسكري على الطاولة إلى جانب الخيارات الأخرى".

يبقى السلاح النووي الايراني مجرد فكرة قد تتحقق وقد لا تتحقق، خصوصا وأن إيران التزمت أمام الدول الكبرى بالاستعمال السلمي والمدني لطاقتها النووية ووعدتهم بالضمانات الضرورية لذلك، فهل تغير الفكرة موازين القوى بالمنطقة، وهل من مبرر لتخوف دول المنطقة؟.

في 19/07/2015 على الساعة 15:00