عندما تدافع الصحافة الفرنسية عن يوتوبرز مغربية وزوجها المعاديان للسامية

دنيا وعدنان الفيلالي

دنيا وعدنان الفيلالي . DR

في 04/01/2022 على الساعة 23:01

في مقال نشر على أعمدة صحيفة "ليبراسيون" اليومية اليسارية الفرنسية، تم تصوير زوجين مغربيين على أنهما معارضين للنظام المغربي، ويتعلق الأمر بدنيا وعدنان الفيلالي. عودة إلى عملية الاحتيال هاته التي أصبحت فرنسا ضحيتها الجديدة.

بعد مغادرتهما المغرب متجهين إلى الصين، وهما يجران وراءهما العديد من الفضائح والقضايا المتعلقة بعمليات الاحتيال المختلف، والتي كانت أيضا موضوع العديد من الشكاوى، يحاول الزوجان دنيا وعدنان الفيلالي، القيام بعملية احتيال كبرى، هذه المرة في فرنسا: فقد قدما نفسيهما على أنهما معارضان لـ"نظام استبدادي". لقد تقدما بطلبات لجوء في فرنسا ويحاولان الحصول على ذلك من خلال الضغط المحموم الذي تمارسه وسائل الإعلام الساذجة بكل تأكيد.

فلنستمع إليهما في النص كما نقلته صحيفة ليبراسيون الفرنسية يوم 2 يناير 2022 في مقال بعنوان "دنيا الفيلالي، يوتوبرز مغربية في مواجهة الملك". دنيا الفيلالي، مديرة قناة على اليوتيوب، تقول: "مشكلتنا الوحيدة هي محمد السادس، الذي يشبه لويس الرابع عشر، ملك الشمس. إنه يمسك بكل الصلاحيات". هذه هي حيلة زوجين تعلما الدرس جيدا من أجل التأثير على العقول الساذجة.

زوج اليوتوبرز، الموهوب في السلاسل الذهبية الكبيرة والسترات الجلدية أكثر من العمل، يأخذ صورة بجوار زوجته التي اكتشفت فجأة أن تدخلاتها على اليوتوب تجلب أموالًا أكثر من المحاولات المؤسفة للزوجين اللذين جربا البيع عبر الإنترنت. لم يطرح صحفي ليبراسيون هذا السؤال المهم: كم تكسب شهريا من مقاطع الفيديو المنشورة على شبكات التواصل الاجتماعي؟ على أية حال، تبدو قناة دنيا الفيلالي على يوتيوب تحقق أرباحا أكثر من المحاولات التجارية الفاشلة للزوج الذي تخلى بالتأكيد عن ريادة الأعمال ليكرس حياته لمساعدة زوجته.

هذه القصة، نحن نعرفها جيدا، تحب العديد من وسائل الإعلام الفرنسية ترديد هذه الأسطوانة التي تعشقها المنظمات غير الحكومية المعنية بحقوق الإنسان. في الواقع، باسم حرية التعبير المهددة، هناك استعداد لكتابة أي شيء وتصديق كل شيء يدون تمحيص في بلاد حقوق الإنسان.

لكن، هذه المرة، سيكون من الصعب قبول الأمر. لأنه من خلال التجاهل التام للمواقف المعادية للسامية وكراهية الأجانب للزوجين الفيلالي وكذا التجاهل التام لماضيهما الأسود المليء بعمليات الاحتيال، تقع ليبراسيون وكذلك فرانس 24 وتي في 5 موند في فخ الحملة المعادية للمغرب التي تردد نفس الأسطوانة المشروخة البالية: أسطوانة "سلطة استبدادية فاسدة التي تقمع المعارضين الأبرياء".

لو كانت هذه الوسائل الإعلامية، التي تقدم اليوم فرصة من ذهب ليوتوبرز لا تحمل من صفة "المؤثرة" إلا الاسم الذي تنسبه لها، قد تحملت عناء التحقيق، لاكتشفت بعض الدرر التي تم نشرها على الأنترنيت من قبل المعنية الرئيسية وزوجها. ولكن على الرغم من أن الزوجين، اللذين يقدمان نفسيهما على أنهما ضحايا، قد قاما بمحوها من أجل تقديم عذرية جديدة لنفسيهما في عيون البلد المضيف (كما يأملون)، فهما واهمان، لأن لا شيء يختفي على الأنترنيت أبدا.

الوجه الحقيقي للضحايا المزيفين

الزوجان معاديان للأجانب وللسامية، ويدعمان حزب الله وحتى الجيش الإيراني دون قيد أو شرط... في الأمر نفع وضر. كما في هذه الصورة حيث يقف الزوجان الضحيتان اللطيفان بجانب صورة لباراك أوباما، الرئيس السابق للولايات المتحدة، ويقومان... بإشارة معادية للسامية معروفة لدى النازيين الجدد.

© Copyright : DR

أليست هذه إشارة يستعملها المعادون للسامية، أو على الأقل تعتبر كذلك في فرنسا؟ هذه الحركة تسببت في العديد من الانتكاسات القانونية للفنان الكوميدي ديودونيه في بلاده؟ وفضلا عن ذلك، لا يتردد الزوجان في إظهار دعمهما غير المشروط للفنان الكوميدي من خلال تكرار نفس الحركة عدة مرات في تدوينات مختلفة، على الرغم من إزالتهما من قبل إدارة فايسبوك.

"بعد الحذف الغريب من قبل فايسبوك لحركة (المعادية للسامية) قمت بها مع جلوطة سعيد، ها هي واحدة أخرى كدعم ضد الرقابة. يعيش ديودو، الموت للصهيونية"، هذا ما كتبه عدنان الفيلالي بفخر على حسابه على الفايسبوك يوم 10 يناير 2014. كما أنه معجب بتدوينات آلان سورال، المنظر الإيديولوجي لليمين المتطرف الذي يدافع عن الأفكار المعادية للسامية والتآمرية وإنكار المحرقة. 

ومرة أخرى في 15 مارس 2014، كتب عدنان الفيلالي بفخر على نفس الشبكة الاجتماعية وهو يقوم بنفس الإشارة المعادية للسامية: "عودة الصورة المحذوفة من الفايسبوك!".

© Copyright : DR

ويوم 17 يوليوز 2015، نجد هذه المرة هذا المدافع المزيف عن حرية التعبير في ميدان آخر، وهو الدعم القوي لحزب الله، المصنف من قبل العديد من الدول على أنه منظمة إرهابية. من خلال تقاسم مقال من موقع quenelplus.com بعنوان "مقاتلو حزب الله في العراق ضد داعش"، يشعر عدنان الفيلالي بسعادة غامرة من خلال وصفهم بأنهم "رجال".

© Copyright : DR

وعندما قام مستخدم في الإنترنت بتنبيهه إلى أن حزب الله "يشبه داعش تماما ولكن بنسخة شيعية"، فإن عدنان يرد بدون حياء: "أعتقد أنه أحد الجيوش الحرة والعادلة على هذا الكوكب مع الجيش الإيراني. أن تكون ضد حزب الله معناه أن تكون مع الشيطان ... ". موقف آخر أفلت من يقظة وسائل الإعلام الفرنسية، التي تمتدح اليوم الزوجين المسكينين المضطهدان لمواقفهما واللذين يحظيان بنفوذ كبير في المغرب.

لكن كيف يمكن للمغاربة أن يتزلفوا لهذا الشخص الذي يقدم نفسه في تدوينة أخرى على أنه "شلح ويفتخر"، لأنه بحسب رأيه، "المغاربة الوحيدون الحقيقيون هم الشلوح، وليس هذه السلالة اللقيطة التي تم تهجينها مع العربي مغتصب الأغنام..."؟

© Copyright : DR

سؤال سيبقى بالتأكيد بلا إجابة بالنظر إلى الجهد الصحفي الضئيل الذي تبديه وسائل الإعلام اليوم.

وأخيرا، الصفعة الأخرى لفرنسا، البلد الذي يطلب الزوجان الحصول على وضع لاجئ سياسي فيه، هي تلك التي توجهها لها دنيا الفيلالي، الشابة ذات "الملامح الطفولية والخدود الممتلئة"، كما تحب أن تصفها صاحبة المقال المنشور في ليبراسيون.

فقد كتبت هذه المرأة الشابة يوم 14 يناير 2015 قائلة: "لفرنسا الصهيونية التي تريد وضع ديودونيه في السجن والتي تضجرنا بحديثها عن حرية التعبير... أقدم لك الأصبع الأوسط". وبالقعل ربطت كلامها بهذه الحركة غير الأخلاقية.

© Copyright : DR

عند قراءة بورتريه هذه "اليوتوبرز في مواجهة الملك"، من الضروري طرح الكثير من الأسئلة. على وجه الخصوص، ما الذي سيقوله بشأن هذا المقال باتريك دراهي، مالك صحيفة ليبراسيون، المولود في الدار البيضاء والذي تعتزم قناته I24 الإخبارية الاستقرار في المغرب، هذا البلد الذي تعتبر فيه "وسائل الإعلامية المتخصصة في التشهير"، بحسب ما تخبرنا به صحيفة ليبراسيون، هي خاضعة للسلطة وتعمل على تقويض "نزاهة ومصداقية وسمعة الشخص المستهدف"... ممن نستهزئ؟ من فرنسا بكل تأكيد.

تحرير من طرف زينب ابن زاهير
في 04/01/2022 على الساعة 23:01