أسعار الطماطم تواصل ارتفاعها ومهنيون يتوقعون "الأسوء" خلال رمضان

DR

في 18/03/2022 على الساعة 09:00

مازالت أسعار الطماطم تواصل ارتفاعها، على بعد أسابيع قليلة من شهر رمضان، بالرغم من الإجراءات الحكومية الرامية إلى ضمان استقرار أسعار هذا المنتوج الذي يعتبر من أساسيات الموائد المغربية خلال الشهر الفضيل.

ارتفاع مستمر

وفق ما استقيناه من عدد من المواطنين، يتراوح ثمن الطماطم بالأسواق بين 10 إلى 15 درهما، والثمن حسب تعبيرهم "مرشح للارتفاع" أكثر، خصوصا وأننا مقبلين على شهر رمضان الذي يرتفع فيه الطلب على هذا النوع من المنتوجات التي تدخل في مكونات أطباق رئيسية في مائدة الإفطار المغربية، كـ"الحريرة"، طبق سمك السردين في الفرن، الفطائر المحشوة وغيرها من الأطباق.

وقالت خديجة، وهي سيدة أربعينية، في تصريح لـLe360: "كل يوم نستفيق على زيادات في أسعار المواد الغذائية خصوصا الطماطم التي تعتبر من الضروريات في رمضان. من غير المعقول أننا كنا نشتري الطماطم قبل شهر ونصف أو شهرين بـ4 أو 5 دراهم للكيلوغرام، و"السوريز" بـ3 دراهم، واليوم أصبحت طماطم السوريز بـ8 دراهم أدنى جودة بالسوق أما الطماطم العادية فثمنها يفوق 13 درهما وهذا الشيء غير مقبول"، مشيرة إلى أنه مع اقتراب شهر رمضان من كل عام تلتهب أسعار الطماطم لأن الطلب عليها يزيد، مُسحضرة "وصول أسعار الطماطم في إحدى السنوات إلى 20 درهما للكيلوغرام الواحد".

من جانبه، قال إدريس ،وهو رجل في الستينيات من عمره: "ارتفاع الأسعار أثقل كاهل الأسر المتوسطة والفقيرة، كان الله في عون المسكين"، مشيرا إلى أنهم اعتادوا على الزيادة في الأسعار خلال شهر رمضان.

وارتباطا بالموضوع، أكد عبد الكبير امعيدن، نائب رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، في تصريح لـLe360، عدم انخفاض أسعار الطماطم في أسواق الجملة إلى 5 دراهم، مشيرا إلى أن الأسعار تتراوح بين 6 دراهم للأقل جودة و8,50 درهم للجودة العالية.

وأوضح أن "هناك عدة عوامل ساهمت في ارتفاع أسعار الطماطم، أولها الجفاف وقلة التساقطات المطرية، وتراجع الموارد المائية، خصوصا بمنطقة سوس-ماسة، المنطقة الفلاحية الأبرز، والتي تعتبر المزود الأول للمغرب بعدة مواد منها الطماطم"، مشيرا إلى أن هذه المنطقة هي المزود الوحيد للمغرب بالطماطم في الأشهر الأخيرة.

وأشار امعيدن إلى أن المناطق الأخرى المنتجة للطماطم كالجديدة، الوليدية، الصخيرات، تمارة، اشتوكة، ستكون منتوجاتها معدة للتسويق ابتداء من شهر يونيو المقبل، بحيث يرتقب أن تصبح هناك وفرة في المنتوج بالتالي انخفاض الأسعار.

وتوقع المصدر ذاته أن لا تعرف أسعار الطماطم أي انخفاض في شهر رمضان، مشيرا إلى أن أي انخفاض محتمل سيكون خلال شهري ماي ويونيو، أي بعد دخول منتوجات المناطق الأخرى للأسواق.

من جهة أخرى، أوضح المسؤول أن قلة الموارد المائية أدى إلى تقليص المساحات المزروعة بالطماطم، بالتالي هناك خصاص في المردودية والإنتاج. إلى جانب ارتفاع أسعار المواد الزراعية كالأسمدة، وأسعار المحروقات، كلها أسباب أدت إلى ارتفاع تكلفة إنتاج مادة الطماطم.

وقف التصدير

وفيما يخص التصدير، أكد نائب رئيس جمعية سوق الجملة للخضر والفواكه بالدار البيضاء، أن المغرب تربطه اتفاقيات مع دول إفريقية وأوروبية، ووقف التصدير أو تقليصه يتعلق ببعض الدول فقط أما الدول الأوروبية والآسيوية فمازالت تستورد الطماطم من المملكة.

ومن بين الأسباب التي رفعت أسعار الطماطم خلال هذا الشهر هو اقتراب شهر رمضان الذي يعرف بزيادة الطلب على هذه المادة كونها مكون أساسي في تغذية المواطنين المغاربة.

ويباع ثمن صندوق الطماطم بالضيعة عند الفلاحين، يضيف المصدر ذاته، "بين 230 و250 درهم للصندوق، أي حوالي 7,50 درهم للكيلوغرام الواحد داخل الضيعة، وإذا تم احتساب تكلفة النقل واليد العاملة سيتضح أن الثمن في أسواق الجملة مناسب". مشيرا إلى أن "الزيادات المبالغ فيها في بعض المناطق راجعة إلى المضاربات في الأسعار وغياب المراقبة".

إجراءات حكومية للحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين

ومن جانبه قال مصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان – الناطق الرسمي باسم الحكومة، الخميس 17 مارس 2022، في الندوة الصحفية، التي أعقبت انعقاد مجلس الحكومة، إن الحكومة اتخذت عدة تدابير ستفضي إلى انخفاض أسعار الطماطم في الأيام القليلة المقبلة. وأشار إلى أن سعر الطماطم بسوق الجملة بانزكان انخفض إلى 5 دراهم، غير أن تعدد الوسطاء يجعل من أسعارها مرتفعة بأسواق باقي المدن.  وكان مصطفى بايتاس قد توقع، في الندوة الصحفية، التي أعقبت مجلس الحكومة، يوم الخميس الماضي، عودة أسعار الطماطم إلى الانخفاض خلال اليومين القادمين، إلا أن الثمن يواصل في الارتفاع.

ومن جهة أخرى، أعلنت الحكومة، يوم الأربعاء 16 مارس، قرارها تقديم دعم لمهنيي النقل بهدف الحفاظ على القدرة الشرائية للمواطنين في ظل الوضع الراهن الذي يتسم بارتفاع أسعار المحروقات على المستويين الوطني والعالمي.

وتم الإعلان عن هذا الدعم، خلال لقاء صحفي مشترك لكل من محمد عبد الجليل، وزير النقل والتجهيز، وفوزي لقجع، الوزير المنتدب لدى وزير الاقتصاد والمالية المكلف بالميزانية، ومصطفى بايتاس، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة. وأكد الوزراء في هذا اللقاء أنه تم تشكيل لجنة بين وزارية لأجرأة هذا الدعم انطلقت في عملها الجمعة الماضي، على أن يتم الإعلان عن تفاصيل هذه العملية في الأيام القليلة المقبلة.

تحرير من طرف فاطمة الزهراء العوني
في 18/03/2022 على الساعة 09:00