بريطل لـLe360: فيلم "المسيرة" غيّر حياة المشاركين فيه

وعن سر اختياره لهذا الحدث، صرح بريطل لـLe360 قائلا: «حدث المسيرة الخضراء ليس حدثا تاريخيا عاديا، ليس فقط في تاريخ المغرب بل في التاريخ العالمي، فليس هناك مسيرة في العالم استطاعت أن تحقق النتائج التي من أجلها قامت باستثناء المسيرة الخضراء، كما أنه حدث هام في تاريخ المغرب الحديث وجب توثيقه وتخليده في عمل فني يليق به وحتى يظل حاضرا في وجدان الأجيال المقبلة».

وتابع بريطل «في هذا الفيلم ركزت على الحياة الإنسانية للأشخاص الذين شاركوا في المسيرة الخضراء، حيث أظهرت قيمتهم الإنسانية وهدفهم النبيل الذي دفعهم لترك كل شيء وراءهم من أجل الإستجابة إلى نداء الملك الراحل الحسن الثاني، إذ سيلتقون هناك في الأراضي الصحراوية ويتعايشون مع بعضهم البعض باختلاف طبقاتهم وفئاتهم وأعمارهم، وهو ما سيتسبب في تغيير جذري في حياتهم فيما بعد».

وأضاف «فهناك مثلا شخصية محورية في الفيلم كانت فيما قبل شخصية انتهازية وماكرة، لكن مشاركتها في حدث المسيرة الخضراء جعلها شخصية مختلفة، إذ استطاعت أن تتخلص من كل تلك الأمور السلبية والبداية من جديد وكأن مشاركتها تلك ولادة جديدة، وبالتالي فهذه الشخصيات التي شاركت في الحدث اعتبرت نفسها أنها أدت فريضة الحج».

واستطرد المخرج المغربي «الشخصيات التي شاركت في حدث المسيرة الخضراء، جمعت كل أطياف المجتمع المغربي فهناك المتثقف وهناك الأمي إضافة إلى الشباب بجانب الشيوخ، إلا أن همي الكبير كان إبراز وعيهم وهدفهم من هذه المشاركة، فمثلا شارك في الحدث امرأة شابة في أسابيعها الأخيرة من الحمل، والتي أنجبت طفلها في الصحراء المغربية بمساعدة كل من أحاط بها من المشاركين سواء نساء أو رجالا».

وعن مشاركة عدد كبير من النجوم المغاربة في الفيلم مثل ادريس الروخ ورشيد الوالي وسعدية أركون ومحمد خيي ومراد الزاوي وغيرهم من النجوم وكيفية إدارتهم، قال بريطل «تعاملي مع هؤلاء النجوم ليس الأول من نوعه، فقد سبق لي أن شاركتهم عدد من الأعمال الفنية سواء الأفلام التي سبق أن أخرجتها أو الأعمال التي شاركت فيها كممثل، لهذا كان هناك نوع من التواصل بيني وبينهم بسبب ثقتهم بي، إضافة إلى أن جلهم لديهم خبرة فنية طويلة ساهمت في إخراج الفيلم بطريقة مرنة، كما أنني استعنت بفريقين أثناء تصويري للعمل الذي استغرق عدة أسابيع».

وعن جديده الفني صرح بريطل «عملي المقبل سيكون أيضا عملا تاريخيا، لأن تاريخنا حافل بالأحداث المهمة التي يجب تخليدها في أعمال فنية حتى تظل قائمة للأجيال القادمة، كما أن السينما بالنسبة لي هي إعادة التاريخ وتوثيقه».